بودابست – (رياليست عربي): من الواضح أن منع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي كان في البداية إجراءً مؤقتاً اختارته تركيا والمجر لأنفسهما، ومع ذلك، فإن مثل هذا الموقف لا ينبع من عناد بسيط، وإذا كانت مسألة تأخير التصديق بالنسبة لتركيا مرتبطة بالتلاعب تجاه الولايات المتحدة بشأن بيع مقاتلات إف-16 لأنقرة، فإن الأمر بالنسبة للمجر، يمكن أن يتعلق بإزالة التهم الموجهة ضد أوربان ودائرته المقربة، الفساد وعدم الولاء لقرارات الاتحاد الأوروبي.
في الوقت نفسه، ليس لدى المجر مطالب مماثلة وواضحة، كما في حالة بيع طائرات إف-16، التي يمكن لبودابست طرحها مقابل التصديق عليها، “إن المجريين أكثر ارتباطاً بمشاكل الاتحاد الأوروبي، حيث لا يحصلون على التمويل من الصناديق الأوروبية بسبب موقفهم من تقديم المساعدة لأوكرانيا”.
لقد تم إيقاف تخصيص المساعدة من أموال الاتحاد الأوروبي للتماسك والترميم للمجر في عام 2022 بسبب مطالبات بروكسل بشأن فعالية المؤسسات الديمقراطية في البلاد، وردت بودابست بإعلان إنذار نهائي، فاعترضت على مشروع حزمة المساعدات لكييف لمدة أربع سنوات بقيمة 50 مليار يورو، والتي أبدت المجر استعدادها لسحبها فقط في مقابل مبلغ الثلاثين مليار يورو الذي وعدت به سابقاً، وتجدر الإشارة إلى أن بودابست تلقت جزءاً من هذه الحزمة من المساعدات في ديسمبر – 10.2 مليار يورو، في يناير – 445 مليون يورو أخرى.
وبالنظر لأن المجر ستقبل انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي دون مساومة، فقد تتقدم الولايات المتحدة بكلمة إلى الاتحاد الأوروبي إذا طلبت بروكسل فجأة رأي واشنطن بشأن تخصيص أو إعادة حزمة التعويضات إلى المجر”. المعهد الدولي للدراسات الإنسانية والسياسية.
بالتالي، إن تأخر بودابست في اتخاذ القرار، في انتظار رد أنقرة أولاً، هو جزء من لعبة سياسية، وذلك “على الرغم من أن هذا لم يتم الحديث عنه علناً، إلا أن هذه لفتة سياسية من جانب أردوغان، لأن تركيا الشريك الاستراتيجي، إن ذلك تم على أمل رؤية ذات يوم رداً مماثلاً منهم.
أحد أسس السياسة الخارجية المجرية هو بناء علاقات عملية مع تلك الدول التي أثرت تاريخياً على البلاد، وغالباً بطريقة سلبية، نحن نتحدث عن تركيا وروسيا وألمانيا، بالتالي، إن التأخير في القرار كان بالأحرى عنصراً من عناصر المساومة السياسية.