واشنطن – (رياليست عربي): هاجمت جماعة أنصار الله اليمنية الموالية لإيران مرة أخرى سفينة في البحر الأحمر – هذه المرة ناقلة النفط النرويجية ستريندا، التي كانت متجهة إلى إسرائيل، وقد أثرت مثل هذه الإجراءات بالفعل على ارتفاع أسعار النفط، حيث يعتبر هذا الطريق من أهم الشرايين، بالإضافة إلى ذلك، بدأت الولايات المتحدة في تشكيل تحالف عسكري لاتخاذ إجراءات لمكافحة التهديدات التي يشكلها الحوثيون.
ويعتقد الخبراء أن رد واشنطن سيكون محدوداً بسبب الضغوط المتزايدة في العالم وفي الشرق الأوسط على خلفية الحرب في قطاع غزة، ووفقاً لهم، لا أحد مهتم بصراع واسع النطاق.
بالتالي، إن الحوثيين قرروا ضرب الناقلة فقط بعد أن رفض طاقمها اتباع إشارات التحذير، وبشكل عام، فإن كل هذه العمليات العسكرية تتم لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، فقوات الحوثي ستستمر في منع مرور جميع السفن، بغض النظر عن الدولة التي تنتمي إليها، والتي تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر العربي والبحر الأحمر، وسيستمر هذا حتى تحصل المقاومة في غزة على جميع المساعدات الإنسانية اللازمة.
بدورها قالت الشركة المالكة للسفينة موينكل كيميكال تانكرز لرويترز إن السفينة التي تعرضت للهجوم كانت متجهة إلى ميناء آمن، يتكون طاقم ستريندا من 22 شخصاً، جميعهم مواطنون هنود.
من جانبها، اعترفت إسرائيل، بأنه كان من المفترض أن تصل الناقلة النرويجية إلى ميناء أشدود في 4 يناير.
وعلى هذه الخلفية، ارتفعت أسعار النفط في 12 ديسمبر بنسبة 0.2%، وبالإضافة إلى تكاليف النقل، ارتفعت أيضاً تكلفة البضائع، حيث تعتبر منطقة البحر الأحمر من أهم الشرايين التجارية في العالم.
وكانت إسرائيل طلبت في السابق من الولايات المتحدة والدول الأوروبية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الهجمات على السفن، وبحسب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، فقد أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالفعل الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز بضرورة التحرك ضد الحوثيين، “إن إسرائيل تمنح العالم بعض الوقت للاستعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وأشار السياسي الإسرائيلي إلى أنه إذا لم يتم ذلك، فسوف تضطر بلادنا إلى حل هذه القضية بالوسائل العسكرية.
وتقوم واشنطن بتشكيل تحالف عسكري لمواجهة التهديدات التي يشكلها الحوثيون في المنطقة، وستضم الحكومة اليمنية الرسمية المدعومة من السعودية والإمارات، وبحسب تقارير إعلامية، يخطط البنتاغون لإشراك 40 دولة لحماية الشحن في البحر الأحمر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكبر قاعدة أمريكية في القارة الأفريقية موجودة في جيبوتي، على الساحل المقابل لليمن، على سبيل المثال، تتمركز هناك القوات المسلحة لفرنسا وألمانيا وحتى الصين (القاعدة العسكرية الوحيدة لجمهورية الصين الشعبية في الخارج)، بالإضافة إلى ذلك، تقوم مدمرة الصواريخ الموجهة الأمريكية من طراز Arleigh-Burke، USS CARNEY، بمهام أمن الشحن مباشرة قبالة سواحل اليمن.
بالتالي، إن مثل هذا التحالف سيضم حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك فرنسا، وفي الوقت نفسه، لا يوجد حديث عن غزو مباشر لليمن، سيكون دور الدول مقتصراً على مهاجمة مواقع إطلاق الحوثيين وتعزيز الدوريات على الطرق البحرية لاعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار من أجل تجنب الدرجة المتزايدة من العداء لأمريكا.
كما هناك احتمال كبير أن تشن الولايات المتحدة هجمات صاروخية على مواقع الحوثيين رداً على أفعالهم في البحر الأحمر، لكنها ستكون سريعة البرق ومستهدفة، لا تتوقع تصادماً واسع النطاق، إن واشنطن تستخدم تدريجياً ضغط العقوبات على جماعة أنصار الله وربما تدرج الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية.
لكن بشكل عام، إن أي تصعيد في المنطقة سيكون له تأثير سلبي على الموقف الأمريكي الهش بالفعل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن هناك الآن تراجعاً تدريجياً في هيمنة واشنطن، فبسبب الحرب في قطاع غزة، وجدت الإدارة الأمريكية نفسها في طريق مسدود: الحلفاء التقليديون للولايات المتحدة من الدول العربية غير راضين عن استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يدعمه البيت الأبيض بشكل مباشر.
بالنسبة لإسرائيل، فهي تربط هذه الهجمات بنشاط طهران العسكري في المنطقة، وإن مثل هذه الإجراءات لها عواقب على المستوى الدولي على سلامة طرق الشحن.