باريس – (رياليست عربي): طالبت الخارجية الفرنسية،إيران بضرورة الوقف الفوري لأنشطتها النووية غير المسبوقة في خطورتها، معتبرةً أن إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأقوالها وأفعالها تخلق شكوكاً حول نواياها، طبقاً لموقع “العربية نت“.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، في بيان، إن “أعمال وأقوال الإدارة الإيرانية الجديدة تضع محل شك نيتها العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة” بشأن اتفاقها النووي، وأضافت أن “فرنسا تؤكد مجدداً على استعدادها للعودة للمفاوضات في فيينا حول الاتفاق النووي في أي وقت”.
البحث عن مخرج
إن الانزلاقات الكبيرة التي وقعت بها فرنسا مؤخراً، بيّنت بدون أدنى شك ترهل السياسات الأوروبية عموماً، والفرنسية على وجه الخصوص، من سوريا ولبنان إلى ليبيا وصولاً إلى مالي، أيضاً العراق، فضلاً عن الأزمة الكبيرة إثر فشل صفقة الغواصات التي كانت الضربة القاصمة للإليزيه، اليوم تحاول الحكومة الفرنسية تغيير التوجه لتثبت للعالم أنها لا تزال موجودة على الساحة الدولية، وأن لها موقفاً مؤثراً يعتد به، وفيما يتعلق بالملف النووي، إن نجاح هذا الملف، هو مكسب حقيقي لفرنسا قبل غيرها، وليس من مصلحتها شراء عداء طهران، ومع وجود الولايات المتحدة الأمريكية التي إلى الآن تساير إيران لإتمام هذا الملف والذهاب نحو المفاوضات، التي سبق وأن صرّح مسؤولو إيران بأن هذا الأمر مفروغ منه، بالتالي، ماذا حققت فرنسا لتثير هذه التصريحات وبهذا التوقيت بالذات، خاصة وأن دولاً كثيرة سبقتها إليه بمن فيهم المملكة العربية السعودية.
قلق غير مبرر
مع زيارة المنسق الأوروبي لخطة العمل الشاملة المشتركة إنريكي مورا إلى طهران اليوم الخميس تأتي في ظل أزمة ولحظة حرجة لمستقبل الاتفاق النووي، وفقاً لما صرّحت به الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، حيث اعتبرت أن فرنسا “قلقة بشدة من عدم التزام إيران بتعهداتها تجاه المنظمة الدولية للطاقة الذرية”، داعية إيران إلى توجيه “دعوة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكي يزور طهران بهدف إجراء محادثات على أعلى مستوى”.
هذا الأمر سابق لأوانه خاصة وأن زيارة مورا ستضع الأمور في نصابها اليوم، ولا يوجد لحظات حرجة تتعلق بإلغاء أو عدم التزام إيران بتعهداتها، فهي تقف في منتصف الموضوع، وتعلم جيداً أن تعنتها، لن يعيد لها أرصدتها المجمدة التي سبق وأن طالبت بها، بالتالي من السابق لأوانه البت في هذه المسألة لأنها منتهية لكن عامل الوقت بين واشنطن وطهران تحديداً لمحاولة إملاء شروط كل منهما.
من هنا، إن هذا الملف حاجة إيرانية وحاجة غربية، لأن كلا الجانبين اكتويا بنار الصراعات الحاصلة في المنطقة، واليوم إيران بحاجته أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأنها من الممكن جداً أن تخسر العراق والقاعدة الشعبية فيه ما يعني أنها هُزمت أمام الولايات المتحدة، فضلاً عما يحدث من أزمات أخرى على حدودها مع جارتها أذربيجان التي تعمل على أخذ منطقة الممر التجاري الذي يربط إيران بأرمينيا، وهذا أمر قد تستثمره واشنطن لصالحها، ليكون القلق الفرنسي ليس أكثر من إلهاء الشعب الفرنسي بمواضيع لا تعنيه، خاصة وأن البلاد مقبلة على انتخابات.
خاص وكالة “رياليست”.