مرة جديدة تثبت روسيا بأنها لاعب يجيد الرقص على حافة الهاوية، خصوصاً في سوريا، التي تعج بالإرهابيين من كل حدبٍ وصوب وبرعاة تركية علنية، إذ يقول الخبر: “خلفت الغارات الروسية القوية التي ضربت معسكراً لمسلحي “فيلق الشام” المدعوم من قبل أنقرة في جبل الدويلة بريف إدلب شمال غرب سوريا أكثر من 105 مسلحين بين قتيل وجريح، طبقاً لمواقع إخبارية سورية.
لمن وصلت رسائل موسكو؟
إن الغارة التي ضربت معسكراً للفصائل الإرهابية الذي كان ينوي تخريج دفعة جديدة من المقاتلين إرضاءً لتركيا، لتحصيل رواتبهم الشهرية، وكان يضم أكثر من 200 إرهابي تلقى صفعة مدوية بعد القضاء على أكثر من نصفهم وإصابة النصف الآخر بجروح خطيرة طبقاً للمعلومات، إذ لا تزال أصداء هذا الحدث تملأ وسائل الإعلام، لكن على الصعيد الرسمي التركي الداعم لكل الإرهابيين في ادلب، لم يخرج تصريحاً واحداً، ما يدلل على عمق الضربة التي تلقتها أنقرة جراء هذه الغارة.
إذ يبدو أن الصبر الروسي بلغ مراحل متقدمة ولم يعد بالإمكان مسايرة تركيا بعد تشعب الملفات المعروفة المنخرطة فيها أنقرة، لكن كون دخول موسكو بشكل رسمي إلى عمق الأزمة السورية، وتنصل أنقرة من تعهداتها، خاصة في مسألة إستهداف قاعدة حميميم أو من خلال إستهداف القوات الروسية مؤخراً، عوامل كان لابد من الرد عليها، حتى مسألة إنسحاب القوات التركية من أكبر نقطة مراقبة ووعدها من الإنسحاب من النقاط الأخرى، فماذا فعلت إلا أن نقلت عتادها وجنودها من مكان إلى آخر، وهي التي كانت توفر الغطاء للإرهابيين لإرتكاب كل جرائمهم على الأرض السورية وتدعمهم بكل إحتياجاتهم.
هل سترد أنقرة على هذه الغارة؟
من المعلوم مؤخراً بأن القوات التركية زادت من عدد جنودها وعتادها العسكري خاصة في الشمال السوري، لكنها تملك جزءا من الأرض السورية، أما السماء فهي للقوات الجوية السورية والروسية التي يتم استخدامها لقصف الإرهابيين بين حين وآخر، وهنا تجدر الإشارة إلى أن للقوات التركية والإرهابيين نشاطات أخرى غير القتال والأعمال العسكرية، ولك من خلال ما كان يتكشف من مقار القيادات الإرهابية وما تحويه من أسلحة متطورة ووصل الأمر إلى التجارة بالأعضاء البشرية، ما يعني أن الصمت التركي اليوم، هو هدوء ما قبل العاصفة، وستعمل بكل ما لديها من قدرة على الرد على موسكو إما في قره باغ أو في ادلب نفسها لكن لإستهداف القوات الروسية أو السورية أو الإثنين معاً.
من هنا، إن التمكن التركي بالسيطرة على المجاميع الإرهابية، يؤكد أن هذه الغارة ما هي إلا فصل جديد، قد يكون عاملاً حاسماً لنسف الهدنة المبرمة، والتي ستتهم أنقرة فيها موسكو بأنها السبب ما يعني ستتنصل مجدداً من إلتزاماتها، ولربما موسكو من يريد ذلك لإطلاق معركة إدلب.
فريق عمل “رياليست”.