موسكو – (رياليست عربي): طالب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنيسكي، بإجراء استفتاء شعبي لوقف العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، ليخرج سؤال مهم، هل من الواقعي أن يطلب هذا الطلب في ظل التطورات الأخيرة؟
للوقوف على حقيقة هذا الأمر، قال الدكتور عمرو الديب، مدير مركز خبراء رياليست، أستاذ العلاقات الدولية، في لقاء خاص على قناة “أخبار الشرق“:
هل مسألة طلب أوكرانيا لضمانات أمنية، بديلاً عن انضمامها لحلف الناتو، من الممكن أن يمهد لحلول دبلوماسية وإنهاء القتال؟
يقول الدكتور الديب، فيما يخص الضمانات الأمنية هو طلب مقبول ومنطقي بمقابل أن تتخلى عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو عبر ضمانات أمنية تقوم بإقرارها ليس فقط روسيا بل بمشاركة الدول الكبرى بما فيهم تلك التي كانت ولا تزال لها اليد العليا في الأزمة الأوكرانية، وروسيا بكل تأكيد في حال وجود ضمانات ستكون مع هذا الأمر حتماً، لكن من المهم هنا تعديل الدستور الأوكراني وإلغاء المادة التي تتعلق بهدف الإدارة الأوكرانية بالانضمام إلى حلف الناتو، هذا الأمر إن حدث، ستكون خطوة مهمة جداً ضمن سلسلة خطوات التوصل لاتفاق شامل بين الجانبين، ونأمل أنه من خلال تلك المفاوضات أن يتم التوصل إلى اتفاق يمكن من خلاله الوصول إلى الجلوس على طاولة الحل بين فلاديمير بوتين ونظيره زيلنيسكي من أجل التوقيع على النقاط والخطوط الأساسية التي من الممكن أن يصل إليها الوفدين المجتمعين في المفاوضات منذ بداية الأزمة.
هناك لقاء محتمل بين الرئيسين الروسي والأوكراني، وهذا متداول جداً على لسان زيلنيسكي، لماذا لا يأتي بوتين على ذكر ذلك؟
يقول مدير مركز خبراء رياليست، على العكس تماماً التصريحات الرسمية الروسية كثيراً ما صبت باتجاه أن جلوس بوتين مع نظيره زيلنيسكي هو أمر حتمي في حالة التوصل إلى خطوط عريضة داخل المفاوضات الروسية – الأوكرانية، وروسيا ستقبل بذلك عندما يكون الأمر منطقياً ولتحقيق ذلك، يجب أولاً، الاتفاق على المستوى الدبلوماسي المتمثل في أفراد أو أعضاء بين الوفدين المتفاوضين، وثانياً، بعد ذلك، يمكن التوقيع بالأحرف الأولى بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، أما المرحلة الثالثة والنهائية هي جلوس الرئيسين، والكرملين لا يرفض أبداً فكرة الجلوس مع الرئيس الأوكراني، الدولة الروسية ما زالت تنظر إلى أن زيلنيسكي هو رئيس دولة أوكرانيا والذي ممكن من خلاله أن يتم توقيع اتفاق نهائي أو على أقرب تقدير اتفاق قريب من شكله النهائي، وفي النهاية بعد الاتفاق النهائي تصديق الاتفاق في كلا البرلمانيين، الأمر المهم هنا، عامل السرعة لحقن الدماء وهذا هو الأمر الملح للجميع الآن، لكن نرى أن الجانب الأمريكي يعرقل الوصول إلى هذا الاتفاق، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني وإداراته يريدون الوصول إلى هذا الأمر بسرعة أيضاً، لكن بريطانيا وأمريكا تريدان استمرار الأزمة، ومع الأسف على حساب الشعب الأوكراني.
وختم الدكتور الديب بالقول، إن الاختلاف الوحيد في هذا الموضوع، هو كثرة التصريحات الإعلامية للرئئيس الأوكراني ومطالبته الدائمة بالجلوس مع الرئيس فلاديمير بوتين.