أقيم في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، مؤتمر حول “الحوار بين الأديان في عصر العولمة الرقمية، حيث عقد كجزء من مؤتمر “تنسيق العلاقات الإثنية في المجتمع العالمي”، بتنظيم من معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بدعم من معهد البحوث “حوار الحضارات”، وعقد هذا الحدث في مركز نيجني نوفغورد للبحوث والمعلومات.
وحضر الحدث خبراء من روسيا ومصر وإيران وقبرص وبيلاروس وقيرغيزستان، وتم بحث قضايا هامة مثل تفاعل الجمهور والمنظمات الدينية، ودور الأمن في مواجهة نمو التطرف الديني، والبحث عن طرق إرساء الاستقرار من خلال التفاعل بين الأديان، إضافة إلى دور الشبكات الاجتماعية في تحويل الرأي العام فيما يتعلق بالحركات الدينية التقليدية وغير التقليدية.
في هذا الصدد، تحدث ألكسندر بيكوف، الخبير في جامعة ولاية تومسك عن الإتجاهات الحالية في المجال الديني وتأثر التكنولوجيا الرقمية على تدين السكان، وبحث الأفكار الدينية وتفسيرها وفرز المتطرفة منها، من خلال عرض التسامح كتجربة للتواصل الغير رسمي بين الرابطات الدينية في المنطقة السيبيرية.
أما دوروفييف فيدور، الأستاذ المعاون لمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، فقد وصف المشاكل الرئيسية المتصلة مباشرة بتشكيل الحوار في المجال العرقي والطائفي، في حين رأى الأستاذ في المدرسة العليا للإقتصاد ناديجتا كوستانينوفا، أن تفصيل منهجية البحوث التطبيقية في الفضاء الرقمي يسمح بتحديد الإتجاهات الهامة في المجال السياسي والديني إستنادا إلى تحليل تدفق المعلومات على شبكة الإنترنت أو غيرها من البيانات الكبيرة.
وقدم شميليف أنطون بافلوفيتش، الأستاذ المعاون لمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، وصفا لمناطق الخطر والمخاطر التي يشكلها الفضاء الرقمي. وتم توضيح خصوصية فرادى وسائط الإعلام وعواقب أنشطتها على الحوار بين الأديان.
كما تحدث الدكتور عمرو محمد الديب وهو محاضر أول و باحث في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، عن دور الإنترنت في تغيير المعتقدات الدينية وعن إمكانية تغيير الهوية حديثا، أما قديما وعلى سبيل المثال، المسلمون كانوا ثابتين في عقيدتهم تاريخيا لقرون عديدة.
في ذات السياق، قدم بدرخان فسيخ، كبير الباحثين في معهد الدرسات الشرقية للعلوم في الأكاديمية الروسية في موسكو، تقريرا حول هذا الموضوع، من خلال طرح دور التعليم في العلاقات الدولية، وعرضه تاريخيا في مطلع القرن الحالي، مشيرا إلى إنخفاض مستوى التعليم الديني في البيئة الرقمية. كما أجرى رومان بيكوف مناقشة مفتوحة مع ممثلي المنظمات الدينية العامة.
وخلال الحوار، حدد المشاركون وسائل التفاعل بين الأديان الممكنة وناقشوا دور التكنولوجيات الرقمية في عمل الهياكل الدينية، وفي ختام المؤتمر، إتفق المشاركون على ضرورة مواصلة الحوار بين ممثلي الحركات الدينية من نيجني نوفغورود. وفي هذا الصدد، تقرر عقد حلقات دراسية للخبراء بشأن الحوار بين الأديان على أساس منتظم بدعم من معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي.