انفجرت سيارة مفخخة على مدخل القاعدة الروسية في بلدة تل السمن بريف الرقة، ودخلت عدد من سيارات الإسعاف إلى القاعدة دون معرفة حجم الأضرار وعدد الإصابات، في حين أن تنظيم حراس الدين الإرهابي تبنى العملية، طبقاً لوكالات أنباء سورية.
ما هي الرسائل المُراد إيصالها؟
لقد تبنت الدولة الروسية مؤخراً، العديد من المحاولات الرامية إلى إحقاق التهدئة في كثير من مناطق الصراع في سوريا، منها مدينة عين عيسى بريف الرقة، والتي لم تحقق فيها أية نتيجة مع الشريك التركي، أيضاً، بعد حوادث الإغتيالات الأخيرة في درعا بالجنوب السوري، أحيت روسيا مجدداً المصالحات بين الفصائل الإرهابية والدولة السورية، لكن ذلك لم يحقق التهدئة المطلوبة وسط معلومات بتفجيرات إستهدافت حواجز للقوات السورية الموجودة في المنطقة.
وبالتالي، الإقتراب من القواعد الروسية بمفخخات على مقربة من مناطق الإشتباك بمنطقة عين عيسى بريف الرقة، أصبح تهديداً وشيكاً يهدد القوات الروسية العاملة في سوريا، خاصة وأنها تحاول حل الملفات العالقة سلمياً، لكن هذه الحداثة تعود بنا إلى أكثر من إستهداف نفذه سلاح الجو الروسي في الشمال السوري، وطال فيلق الشام، وآخر إستهداف تدمير كهوف وتحصينات لجيش العزة الموالي لتركيا في منطقة خان شيخون بريف ادلب، وأياً من الضربتين لم يكن تنظيم حراس الدين من بينها.
لكن المفارقة، أن المعلومات تقول، إنه لا تواجد لحراس الدين في الشرق السوري، وبحسب خريطة الإنتشار التي يتوزع فيها: (ينتشر تنظيم حراس الدين بشكل أساسي في مواقع متقدّمة على خطوط التماس مع قوات النظام، وتحديداً في ريف حماة الشمالي، وجبل التركمان بريف اللاذقية، وريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى جبل باريشا وجبل الزاوية بريف إدلب الغربي، حيث تشير طريقة توزيع التنظيم لجبهاته القتالية بالقرب من نقاط المراقبة التركيّة، وتفضيله التحرّك في محيط الطرق الدوليّة مثل “دمشق- حلب”، و”اللاذقية- حلب”، إلى كون التنظيم يركز انتشاره في مناطق حسّاسة في سياق مواجهة الجيش السوري بشكل أساسي).
ما ينفي إحتمالية أن يكون هذا الفصيل هو المسؤول عن هذا التفجير، على الرغم من أنه رفض إتفاق سوتشي الروسي – التركي، لكن ذلك ليس سبباً قوياً لهذا الأمر، لأنه ولو ثبت ذلك، سيكون الرد قاسياً، وهم إختبروا قوة ودقة الأهداف الروسية على مقارهم وأماكن تواجدهم، ما يعني أن الرسالة الأهم هي أن الفصائل الإرهابية تستطيع أن تخلط الأوراق، مجدداً، والمستفيد بالطبع هي الدول المشغلة لها.
ما هو الموقف التركي من هذه العملية؟
من الطبيعي أن تنفي تركيا أية صلة لها بهذا العمل، فالإستهدافات التي تواصل جماعاتها الإرهابية بها على منطقة عين عيسى، سبق وأن أنكرت أنقرة علاقتها بها، وفي حالة تنظيم حراس الدين سيكون الجواب هو ذاته، وهذا ما لن تستسيغه موسكو، خاصة ليقينها بقدرة تركيا على التأثير على كل الفصائل الإرهابية التابعة لها، ما يعني أن هناك إعادة ترتيبات جديدة تعمل أنقرة عليها، منها التقدم نحو الشرق من أجل السيطرة على موقع عين عيسى الإستراتيجي خاصة وأن عدد التنظيمات الموجودة في ادلب يقدر بالآلاف، وهي رسالة أنها ستزج بهم مقابل تحقيق هدفها المنشود في السيطرة على المنطقة، بحجة قتال الأكراد، ما يعني قطع الطريق على الدولة السورية، شرقاً، ما سيسبب الكثير من المشكلات مع بروز عودة داعش مجدداً وقيامه بإستهدافات كان آخرها إستهداف حافلات لجنود سوريين عشية ليلة رأس السنة، وكانت الحصيلة أكثر من 25 جندياً سورياً.
أخيراً، إن روسيا في مرمى نار الإرهاب، وهذا التفجير هو رسالة تحذيرية لموسكو من الممكن أن تكون من عدة أطراف، الأمر الذي يجب أن تتنبه له موسكو جيداً، وهو أن التعامل مع الخارجين عن القانون لا يمكن أن يحل الوضع معهم سلمياً، ويجب الضرب بيد من حديد، فإما أن تتعامل مع هذا الأمر على هذا الأساس، أو ستتوالى الإستهدافات عليها، الأوضاع اليوم أكثر من مناسبة للقيام بعمليات عسكرية واسعة على غرار عملية الصحراء البيضاء التي أطلقتها العام الماضي 2020، لتطهير البادية السورية من خلايا تنظيم داعش.
فريق عمل “رياليست”.