في السياسة، انتظار الدولة السورية مباحثات سوتشي وأستانا ليس بنتائجها محدودة الفعالية، بل لكشف عورات وكذب سياسات أمريكا وتركيا، فتلك تتذرع بمحاربة الإرهاب، وتركيا أيضاً، والفرق أن لكل دولة منهما هو لقب الإرهاب، فواشنطن تعتبر من تدعمه من إرهاب متنوع الجنسيات بما فيها قوات كردية مختلطة هي ليست إرهابية، وتركيا تعتبر تلك الجماعات تهديد لنظامها الإخواني كتنظيم /بي كا كا/ي ب ك/ب ي د/ في الشمال السوري.
وكلتا الحالتين هي بعقيدة الدولة السورية والشعب السوري تنظيمات إرهابية بغض النظر عن تسمياتها لكونها تعمل خارج سيطرة الجيش العربي السوري وتحت كنف الدول المعادية للدولة السورية. إذا استبعدنا المبررات السياسية أو انتهينا منها ببعض الحلول الجزئية يأتي الحاجز الأخطر والأكبر والمرتبط بالجانب العسكري واتخاذ قرار تحرير إدلب والذي هو بحاجة ماسة للتأني والرّوية، وهذا ما تملكه الدولة السورية والحلفاء من حيث وجود ما يقارب 3 ملايين نسمة في مناطق إدلب، والمعلوم أن العصابات الإرهابية بكل فصائلها التي تفوق 50 فصيل من مختلف الانتماءات التبعية، إن كان لأمريكا أو تركيا أو الخليج تنخرط في قلب المجتمعات المدنية في إدلب، وليس من السهل فصلهم في ظل التهديدات الدائمة ومنعهم من الخروج عبر المعابر التي أتاحها الجيش العربي السوري، وبذلك يكون الجيش السوري بحاجة إلى خطط ليست بالسهولة على أي جيش في العالم لجهة فصل ذلك الإرهاب عن المدنيين، وبالتالي حقن دماء السوريين وتقليل القدرة التدميرية في المناطق السكنية.
وما سبق يفسر بشكل واضح وجلي سبب تأخر الجيش العربي السوري في الحسم لكن التأخر أؤكد أنه لن يطول ذهب منه الكثير وبقي القليل، ومن بين الأسباب السياسية والعسكرية السابقة ينبثق لدينا هاجس ثانوي ولكنه الأخطر من الأسباب الرئيسية وهو شماعة المسرحية الكيميائية وحلقاتها المتواصلة والتي ليس من السهل اكتشاف حركة (كومبارس) تلك المسرحية، أما عن قدرة الخوذ البيضاء (الإرهابية) بلبوس إنساني على إقناع المجتمع الدولي فهنا أمران لا ثالث لهما:
أولاً: المجتمع الدولي بإستثناء روسيا والصين وبعض الأصدقاء ليس بحاجة لإقناع لأن قناعته العدوانية الاحتلالية التخريبية لسورية هي منذ اليوم الأول للحرب على سورية وبرعاية رأس المجتمع الدولي (أمريكا) بالتالي قناعاتها الإجرامية معلبة جاهزة.
ثانياً: الخوذ البيضاء هي من صلب المجتمع الدولي (الغربي) وتتحرك بأوامره لتنفيذ مخططه وبالتالي ليس موضوع النجاح بالشحن بقدر ما هو إفشال من الجانب المساند للدولة السورية. ما يعني أن حلقة جديدة كيميائية ليست مستبعدة فهي ما تبقى “بعد قرار تحرير إدلب” وهي بيد الغرب ولكنه سيفشل لأنه في نهايات الإرهاب كما فشل في أوج إجرام الإرهاب سابقاً.
من هنا، نأتي بالرد على احتمال قضاء تركيا على المسلحين “كما صرحت كذباً” أمام الجانب الروسي فعند تنفيذ الجيش العربي السوري لخطة استكمال القضاء على بقايا الإرهاب في الشمال. ستدّعي تركيا (أردوغان) كما ادعى سيده الأمريكي أنه قتل الإرهاب، وبالفعل العقلية المتحجرة للنظام التركي ستقضي على الإرهاب ولكن تراه هي بنظرها إرهاب عليها وليس على الدولة السورية، وأما من جندته لقتال سورية وشعبها ستعيد بيعه وتوزيعه على معاقل أطماعها الاستعمارية في أية دولة أو منطقة ومثالها الحالي ليبيا كما لأمريكا الخطة السارية التنفيذ بقتل من عمل تحت إمرتها لنهب الاقتصاد السوري لإنتهاء دورهم وإعادة نشر المرتزقة الباقيين في أصقاع الأرض ومثالها القريب العراق حالياً.
خاص وكالة “رياليست” – الدكتور فراس شبول – خبير ومحلل عسكري سوري