أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يتباحثان حول الأوضاع في ليبيا، إذ أعربا عن قلقهما من التدخل الأجنبي المتزايد في هذا البلد، واتفقا على ضرورة وقف التصعيد هناك. ومن جهتها، أعلنت الخارجية الروسية عن اتصال بين وزيري تركيا وروسيا اتفقا خلاله على ضرورة وقف إطلاق فوري للنار في ليبيا واستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا، طبقاً لقناة “فرانس 24” الفرنسية.
وقال البيت الأبيض: “إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا بواعث القلق حول “التدخل الأجنبي المتزايد” في ليبيا اتفقا على الحاجة الماسة لوقف التصعيد.
إن الأوضاع التي تمر بها ليبيا أخذت منحىً تصعيدياً غير مألوف عن السابق، فبعد أن كان النزاع بين فريق “شرق وغرب”، أصبح الوضع بين هذين الطريفين، بالإضافة إلى الأطراف الإقليمية والدولية المغذية لتأجيج الصراع بين قوات الوفاق والجيش الوطني الليبي.
ومع توقيع إتفاقية الدفاع المشترك بين تركيا وليبيا، وعقود توريد السلاح إلى قوات السراج، وضخ الملايين من أموال الشعب الليبي لتلك الغاية، مع التأكيد ان المرتزقة السوريين الذين جلبهم نظام أردوغان إلى داخل الأراضي الليبية، على ما يبدو أن حكومة الوفاق هي التي تقوم بالدفع، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية التركية ليس جيدة، فقلق الرئيس ترامب وماكرون وقبلهما ميركل وحتى روسيا، هو قلق دبلوماسي لا يقدم ولا يؤخر والأهم أنه لا يغير من واقع الأمور والحرب الدائرة أي شيء.
حتى ومع إنسحاب قوات حفتر من بعض المواقع، تم إستثمارها من قبل المجتمع الدولي والمناصرين للوفاق الليبية، بتحوير وتحريف الأمر ليعتقد القارئ أن الانسحاب كان من كل الأراضي الليبية، لكن على المقلب الآخر، تبدو الحقيقة على عكس المتداول به، وبسبب حظر التسليح المفروض على ليبيا من قبل الأمم المتحدة، بدأ مهندسو الجيش الوطني الليبي بإعادة تأهيل الطائرات السوفييتية القديمة طائرات مثل ميغ 21 والتي خرجت من الخدمة في جيوش عدة دول، ما يعني أن قوات المشير حفتر تعمل على قدمٍ وساق لإعادة التوازن على الصعيد الميداني في المرحلة الأولى على الأقل.
من هنا، إن خروج تصريحات دول غربية عديدة معاً، يؤكد أن هناك إتفاق خفي على شيطنة قوات المشير حفتر، وإعطاء فائز السراج رئيس حكومة الوفاق “الشرعية” المزيد من الإمتيازات التي تحقق دخولهم الآمن لسرقة مقدرات ليبيا دون الحاجة لخوض غمار الحروب كما يحدث للقوى الفرنسية في مالي الأفريقية على سبيل المثال، فأزمة “كورونا” العالمية زادت من حدة أطماع الغرب وطرق تفكيرهم للإستحواذ السريع على مقدرات البلاد الأخرى، فما ينتظر ليبيا الكثير الكثير من فوضى الدم بسبب الأطماع الخارجية والتي فيما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تتبرع على العرش فيها.
فريق عمل “رياليست”.