قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن جائحة فيروس كورونا هي أكبر اختبار للاتحاد الأوروبي، مضيفة أن من المهم أن يخرج التكتل قوياً من الأزمة الاقتصادية التي سببها الفيروس، وتابعت، من وجهة نظري، يواجه الاتحاد الأوروبي أكبر اختبار منذ تأسيسه… نواجه تحدياً صحياً كبيراً يؤثر على كل الدول حتى ولو بشكل مختلف، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
أثبتت الجائحة العالمية الحالية التي تعصف بأغلب دول العالم، وبشكلٍ أساس في القارة العجوز وأمريكا، رغم أن مصدرها الصين، العجز الأوروبي والأمريكي الواضح في القدرة على السيطرة على هذا الوباء المستجد، خاصة لجهة عدم تطبيق الشعارات المطروحة في التكتلات والأحلاف، فعلى الرغم من مركزية الإتحاد الأوروبي، فلقد تخلى عن إيطاليا، قبيل إنتشار الفيروس بشكل كبير بباقي الدول الأوروبية كإسبانيا وألمانيا وفرنسا.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تصاعد ليصل إلى سرقة المساعدات الطبية البرية القادمة من دول مختلفة إلى إيطاليا، في حين وقبيل إنتشار الوباء في الولايات المتحدة الأمريكية، تنصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تقديم المساعدة لحلفائه، في حين سارعت روسيا والصين وكوبا إلى تقديم ما أمكن من مساعدات للدول الأكثر تضرراً.
فثبتت تلك التحالفات أن حلف شمال الأطلسي – الناتو على سبيل المثال، دوره يقتصر على المساهمة في الحروب وإسقاط الدول أكثر من أن يكون ذي توجه أمني لحماية مصادر الأخطار عن الدول الأعضاء فيه، وقبل جائحة كورونا، رأى العلم كله كيف تنصل الإتحاد الأوروبي من مسألة اللاجئين الذين أغلقت كل أبواب الغرب في وجههم، ما يؤكد أن الإتحاد الأوروبي ما هو إلا إتحاد من ورق، ومع أول عاصفة سقط الإتحاد الأمر الذي قد يؤدي إلى تفككه مع القادم من الأيام.
فما قالته المستشارة الألمانية ميركل، ما هو إلا لذر الرماد في العيون، فما حدث ليس إختبار إنما هو ترجمة فعلية للأنانية الغربية التي يهمها في الدرجة الأول هو الخروج من أزمتها الاقتصادية بعد تضرر مختلف القطاعات في معظم دولهم ودول العالم، إلا أنها مرت على الواقع الصحي الذي هو الآخر يبدو أنه عجوزاً من حيث الإمكانات والتجهيزات على الرغم من إطلاق الإحصائيات العالمية وعلى مدى سنوات من أنهم الأوائل في هذا القطاع، من هنا رأينا تهافت كبرى شركات الدواء في سباقٍ محموم لمن يكتشف دواءً أو علاجاً من شأنه أن يعيد للإقتصاد الغربي ألقه، فيما يبدو أن آخر الإهتمامات هي الروح البشرية.
من هنا، ومع دخول رئيس الوزراء البريطاني إلى العناية المشددة يوم أمس، يبدو أن كل الإنتعاش الاقتصادي السابق وكل المناصب التي يتمتع بها الغرب، تقف عاجزة أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة لكن كان له القدرة على رسم معالم السياسة الدولية الجديدة من خلال تعطيله للسياسة القديمة ما قبل ظهوره، بعد أن أثبت هذا النظام العالمي ترهله وبصرف النظر عن طبيعة الفيروس ونظرية المؤامرة المطروحة من البعض.
والجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الاجتماع الأول له لبحث تطورات فيروس كوفيد -19.
فريق عمل “رياليست”