قصف الجيش الإسرائيلي ما قال إنها مواقع لحزب الله اللبناني بعد إطلاق أعيرة نارية من لبنان صوب قواته، في تصعيد يزيد من حدة التوتر على امتداد الحدود، وقال الجيش الإسرائيلي إن مجموعة من حزب الله في جنوب لبنان أطلقت النار على القوات الإسرائيلية دون أن يتسبب ذلك في وقوع إصابات، واتهم المجموعة بالعمل عمداً بالقرب من موقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتعريض الأفراد بداخله للخطر، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: “رداً على ذلك، هاجمت طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى تابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية مواقع استطلاع تابعة لحزب الله في المنطقة الحدودية”.
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قال: “إن ما حدث في جنوب لبنان يوم الثلاثاء، في إشارة على ما يبدو إلى الضربات الإسرائيلية أمر مهم وحساس لدينا لكن لن أعلق عليه الآن وسأترك ذلك إلى وقت لاحق”.
سيشهد لبنان على المدى القريب، إستفزازات كثيرة من الجانب الإسرائيلي، وهذه الحادثة هي لجس النبض إسرائيل، لما سيقوم به عناصر حزب الله في الجنوب، فيما القراءة الأولية لهذا الأمر، والذي قد يقرأه البعض على أنه تصعيد إسرائيلي، بل هو العكس تماماً، هو رسالة واضحة تريد إيصالها تل أبيب، أن ما بعد تفجير مرفأ بيروت ليس كما قبله، ومع رسوّ الفرقاطات الغربية على السواحل اللبنانية، أصبحت إسرائيل اليوم أقوى بحسب إعتقادها، وأي رد من قبل حزب الله في هذا التوقيت، سيعمل على إشعال الأوضاع الداخلية اللبنانية وليس العكس، فلا تخوف من قيام حرب بين الجانبين في الوقت الحالي.
لقد كان يعد للبنان سيناريو مهم، وهو قرار وحكم المحكمة الدولية في قضية مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وكانت التوقعات تذهب بإتجاه إتهام سوريا وحزب الله، وكان آنذاك على خلفية ذلك، أن خرجت القوات السورية من لبنان، وبقيت الأمور معلقة حتى إنفجار مرفأ بيروت، وبصرف النظر حول ما إذا كان حادثاً عرضياً أم بفعل فاعل، إلا أنه خدم الغرب لجهة الإطباق على لبنان، وخنقها خاصة بما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وأن أي عملية تغيير حكومية سيتبعها دون موافقة أعضائها، حرب أهلية لابد منها رغم أن التوقعات تشير إلى عدم نجاح هذا الأمر لكنه يبقى إحتمالاً وارداً.
وفي حال لم يحدث حادث تفجير المرفأ، لكانت سوريا وحزب الله المتهمين الأساسيين وبدلائل دامغة سواء كانت حقيقية أم لا، وهذا السيناريو فشل بعد أن حقق الهدف تفجير المرفأ الحيوي في بيروت، من هنا، وبعد تغلغل الغرب مجدداً في لبنان، الخصوم السياسيين لحزب الله ينتظرون خطاً واحداً لتمرير قانون دولي يجيز التدخل الغربي رسمياً في بلادهم، وهذا ما لن يقبل به الحزب، وبالتالي ستتصاعد الهجمات الإسرائيلية كما أشرنا أعلاه.
من هنا، ذكر الإعلام اللبناني، أن إسرائيل أطلقت قذائف الفوسفور على حدود لبنان، إضافة إلى إطلاق الطيران الإسرائيلي، أكثر من 20 قذيفة فوسفورية حارقة في محيط الطريق الممتد بين بلدتي ميس الجبل وحولا ومحيط بلدة عيترون وتلال كفرشوبا بالأراضي اللبنانية، في حين سبق كل ذلك، خرق جوي من قبل طائرات الإستطلاع الإسرائيلية، قبيل الإستهداف، ليكون الهدف واضحاً ومرتباً، فهذه الدولة الصغيرة جغرافياً، عادت لتتربع مسرح الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي، ولن تهدأ الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تضعف حزب الله عن طريق الضغط على سوريا وإيران، وقطع طرق إمداد أية أسلحة له، فالسيناريوهات المعدة للبنان مستمرة، وهذا الحدث هو البداية فقط.
فريق عمل “رياليست”.