قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور لتلفزيون أر.تي.إل/إن.تي، إن ألمانيا تربطها علاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا ويمكنها استغلال ذلك في الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تدخل موسكو في سوريا، مضيفة أن لألمانيا لها روابط تجارية واسعة النطاق مع روسيا واستخدمت العقوبات بالفعل فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
إن ألمانيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي – الناتو، تحاول إتخاذ موقف خاص بها، إذ انها على الصعيد الاقتصادي تعتبر الدولة الوحيدة في أوروبا، لم تتعرض لإنتكاسات بفعل الحروب والأزمات، والأهم أن الصناعة والإقتصاد الألماني في مجمله يعتمد على الغاز الروسي كونها حظيت بهذا الاستقرار، إنما على الصعيد السياسي، فمع بداية تدخل نظام رجب طيب أردوغان في إدلب السورية، وفتح الحدود أمام النازحين عبر اليونان إلى أوروبا، خرجت أنجيلا ميركل وصرحت تصريحات نارية على النظام التركي وتحديداً أردوغان، إلا أنه لم يسمع لهم ولم يهتم رغم عروض التهدئة سواء عبر رئيسة المفوضية الأوروبية أو عبر الإتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون مع نظيره في بداية هذه الأزمة.
ما تحاول ألمانيا إثباته وكذلك شقيقاتها في أوروبا، أنهم يستطيعون دعم النظام التركي ليس عبر التدخل في المعركة بشكل مباشر وإنما عبر الضغط على روسيا والتلويح بعقوبات إقتصادية من شأنها خلق حالة من التوازن بين روسيا وتركيا في الأرض السورية، إلا أن ذلك لم يعد كافياً بالنسبة لأردوغان فهو يريد أكثر من ذلك وبدعمهم اللا محدود سواء على الصعيد المالي أو السياسي، ومع الأسف هو يقترب من تحقيق ذلك، فما تدعو له اليوم ألمانيا هو موقف موحد مع شركائها حيال إعادة مسألة إنشاء المنطقة الآمنة، وهذا هو هدف تركيا الأساسي منذ بداية الحرب السورية، إذ اكدت وزيرة الدفاع الألمانية أنها ستعمل مع شركائها على الضغط على روسيا للقبول بهذا الأمر، وهنا يكون موقف روسيا هل ستسمح أن تكون تحت ضغط أوروبي وهي الشريك الرئيس لهم، أم ستقف في وجههم ضد هذا البند تحديداً.
وفي سياق متصل، يجتمع اليوم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لبحث الأزمة في إدلب، بغية التوصل إلى حل، إذ ان هناك تستبعد حدوث هدنة على شروط النظام التركي، والبعض الآخر يتوقع أن تفشل هذه المحادثات لعدم قبول الطرف الروسي بشروط النظام التركي، بينما الحقيقة أنه من الممكن العودة إلى تفاهمات سوتشي وأستانا على الأقل مؤقتاً، خاصة وأن في يوم الأمس وعلى مقربة من سراقب بريف إدلب قتل عدد من الجنود الأتراك، الأمر الذي دفع بالبرلمان التركي لعقد جلسة طارئة بدأت وإنتهت بعراك واشتباك عنيف على خلفية من يؤيد العملية ومن يرفضها وسط مطالبات بالإنسحاب التركي الكامل من سوريا، على وجه السرعة.
فريق عمل “رياليست”