يريفان – (رياليست عربي): أرمينيا تتخذ خطوات جديدة تجاه أذربيجان وتركيا، وهكذا، اقترح رئيس الوزراء نيكول باشينيان إعادة كتابة دستور البلاد، الذي يتضمن إشارات إلى إعادة التوحيد مع قره باغ، بالإضافة إلى ذلك، تتم مناقشة استبدال شعار الدولة الذي يصور جبل أرارات، وقد أثار الشعار غضب الجانب التركي منذ فترة طويلة.
وتبذل أرمينيا هذا العام جهوداً جديدة لتحسين العلاقات مع أذربيجان وتركيا، وفي منتصف يناير/كانون الثاني، اقترح رئيس الوزراء نيكول باشينيان إعادة كتابة دستور البلاد، ووفقاً له، يجب أن تتطور الجمهورية على أراضيها المعترف بها دولياً، ولهذا السبب، يجب جعل القانون الأساسي يتماشى مع “الحقائق الجيوسياسية والإقليمية”.
وأكد وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان أن ممثلي أذربيجان طالبوا بتغيير الدستور الأرميني، والحقيقة أن ديباجة الوثيقة تشير إلى إعلان الاستقلال الذي يتحدث عن إعادة توحيد أرمينيا مع قره باغ والإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية، ويؤكد ميرزويان أن يريفان قدمت أيضاً ادعاءات ضد التشريعات الأذربيجانية، ومع ذلك، فإن أي رد فعل من باكو لا يزال مجهولاً.
بالإضافة إلى ذلك، تتم مناقشة التغييرات في رموز الدولة بنشاط في أرمينيا، وهكذا، قال رئيس البرلمان الأرمني ألين سيمونيان إن الأسد على شعار النبالة الحالي للبلاد “يبدو وكأنه وجه مبتسم” والسيف مقيد بالسلاسل، ويعتقد المراقبون أن السلطات تريد في الواقع إزالة جبل أرارات، الموجود الآن في تركيا، من شعار النبالة، وقد أثارت صورته على الشعار غضب أنقرة منذ فترة طويلة، كما دعا سيمونيان إلى تغيير النشيد الوطني الذي يكرم أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الشعب الأرمني.
وأخيراً، اقترحت وزارة التعليم إعادة تسمية المادة الدراسية “التاريخ الأرمني” إلى “تاريخ أرمينيا”، كما تم نشر كتاب تاريخ مدرسي جديد، وأشار الخبراء إلى أنه لا يوجد أي ذكر للآثار الأرمنية في أراضي تركيا الحالية، ففي إحدى الخرائط التاريخية تم “ضم” قره باغ إلى أذربيجان، ووفقاً للمدير السابق لمتحف الإبادة الجماعية هايك ديمويان، يريد فريق باشينيان أن ينظر سكان البلاد إلى أرمينيا ضمن حدودها الحالية، وليس ضمن حدود أوسع.
أما بالنسبة لأذربيجان، فهي تطرح المزيد والمزيد من المطالبات الجديدة، فقد طالبت باكو أولاً أرمينيا بالتخلي عن قره باغ، ثم الاعتراف بسلامة أراضي البلاد، والآن على جدول الأعمال تغيير الدستور ومسألة الجيوب وممر زانجيزور.
من جانبه، يقدم الجانب الأرمني تنازلات من جانب واحد ولا يحصل على شيء في المقابل، وهذا وضع خطر جداً، تدرك أذربيجان وتركيا أنهما قادرتان على ممارسة الضغط وتحقيق النتائج بمساعدة القوة، وفي مثل هذه الظروف، يزداد خطر التصعيد الجديد.، والمتوقع أن هذا الوضع سيتفاقم هذا الصيف أو الخريف، وخلال هذه الفترة سوف تنطلق حملات انتخابية رئيسية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولن يكون لديهم الوقت لجنوب القوقاز، في هذه اللحظة قد تكون أرمينيا عرضة للعدوان.
أذربيجان لا تريد إصلاح الوضع الراهن وتحسين العلاقات، وتعتقد باكو أن بإمكانهم تحقيق المزيد وإجبار أرمينيا على تقديم تنازلات إضافية، المتطلبات الرئيسية تكمن في مجال السياسة الواقعية، وتسعى أذربيجان إلى وضع القرى الجيبية وممر زانجيزور تحت سيطرتها، وتريد الاحتفاظ لنفسها بأراضي أرمينيا التي احتلتها بالفعل خلال الصراعات الحدودية، أما هذه اللفتات الرمزية مثل تغيير الدستور أو النشيد الوطني لن تساعد.