كاتماندو – (رياليست عربي). حين اندلع الحريق الأسبوع الماضي في قصر سينغا دربار التاريخي، مقر الحكومة النيبالية، علّق المتظاهرون على بواباته الذهبية علماً أسود يحمل جمجمة تبتسم تحت قبعة قش. لم يكن الرمز من إرث سياسي محلي، بل من مانغا يابانية شهيرة: ون بيس.
العلم، الذي يمثل راية طاقم القراصنة بقيادة شخصية “مونكي دي. لوفي” في سلسلة إييتشيرو أودا المستمرة منذ عقود، أصبح شعاراً موحداً لجيل الشباب المحتج. وقال الناشط بيخيات خاتري: «أردنا أن يبدو الحراك كحراك جيل زد»، مؤكداً أن الصورة تجسد الإصرار والتحدي.
الأحداث في نيبال، التي أجبرت رئيس الوزراء على الاستقالة بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة، أبرزت كيف تتحول الرموز الثقافية إلى أدوات سياسية. فالعلم ظهر من قبل في احتجاجات إندونيسيا والفلبين وحتى باريس. ويقول محللون إن قوة الرمز تكمن في قصة لوفي عن نضال لا يلين ضد “حكومة عالمية قمعية”، ما يلقى صدى لدى المتظاهرين في بلدان مختلفة.
المؤرخة المتخصصة في الإعلام الياباني أندريا هوربينسكي أوضحت أن المتظاهرين يرون في لوفي “تصميماً مرحاً على السعي لتحقيق العدالة رغم الانتكاسات”. أما الباحثة ناتالي بانغ من جامعة سنغافورة الوطنية فترى أن الرموز الشعبية تساعد الحشود على التوحد والتواصل عبر اللغات.
في نيبال، رفرفت الراية بجانب شعارات مثل: “جيل زد لن يصمت” و”ترفكم بؤسنا”. وفي إندونيسيا، صادرت السلطات أعلاماً مشابهة قبل الاحتفالات بالاستقلال، ما أثار انتقادات من منظمة العفو الدولية. الفنان كيماس محمد فردوس قال لرويترز إن جداريته التي تصور شعار القش تمثل “تحذيراً للحكومة” ودعوة للإصغاء لمطالب الناس.