لندن – (رياليست عربي). أعلنت حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة، تعيين سارة مولالي رئيسة لأساقفة كانتربري، لتصبح أول امرأة تتولى منصب الزعامة الروحية للطائفة الأنغليكانية حول العالم. وحصل تعيينها على الموافقة الرسمية من الملك تشارلز الثالث، في خطوة وُصفت بالتاريخية، لكنها أثارت انتقادات حادة من الأساقفة المحافظين في إفريقيا وآسيا.
وتبلغ مولالي 63 عاماً وتشغل حالياً منصب أسقف لندن، وكانت في السابق كبيرة الممرضين في إنجلترا. وستخلف جاستن ويلبي الذي استقال عقب فضيحة تستر على قضايا اعتداءات جنسية على أطفال. وتواجه مولالي كنيسة منقسمة بعمق بين فروع غربية ليبرالية تدعم قيادة النساء ومباركة الزيجات المثلية، وأخرى تقليدية، خصوصاً في إفريقيا، ترفض هذه التوجهات.
وفي خطابها بكاتدرائية كانتربري، تعهدت مولالي بـ«مساعدة كل خدمة كنسية على الازدهار، أياً كانت تقاليدها»، مشيرة إلى أن قضايا مثل العلاقات المثلية «لن تُحسم بسرعة». كما أكدت عزمها على تعزيز معايير حماية الأطفال بعد سلسلة من فضائح الاعتداء الجنسي، وأدانت «العنف المروع» في الهجوم على كنيس بمدينة مانشستر الذي أودى بحياة شخصين قبل يوم واحد.
ردود الفعل لم تتأخر؛ إذ قال لوران مباندا، رئيس أساقفة رواندا ورئيس «زمالة الجنوب العالمي للكنائس الأنغليكانية»، لوكالة رويترز إن مولالي «لن توحد الطائفة». وفي نيجيريا وصف الأسقف فونكورو غودرولز فيكتور أمغباري القرار بأنه «خطير جداً»، مضيفاً أن «الله منذ الخلق لم يمنح المرأة دور القيادة».
مولالي، وهي أم لطفلين، نالت الرسامة الكهنوتية عام 2002، وأصبحت من أوائل النساء اللواتي تولين منصب أسقف عام 2015. وتُعرف بميلها إلى الاعتدال الليبرالي؛ إذ تؤيد مباركة الأزواج من نفس الجنس، لكنها تعارض تشريع المساعدة على الموت.
من جانبها، هنأت الفاتيكان مولالي رغم تأكيدها أنها لا ترسم النساء كهنة، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه الكنيسة الأنغليكانية «هائلة».
أما الباحثة ليندا وودهيد، أستاذة اللاهوت في كلية كينغز بلندن، فقالت إن مولالي «شخصية موحدة تجمع بين اللطف والحزم — وهو ما تحتاجه الكنيسة والأمة اليوم».
وفي كانتربري، علّق أحد السكان المحليين ديفيد بيستل (74 عاماً) مبتسماً: «شهدنا أساقفة عظماء وآخرين مثيرين للجدل، وبعضهم انتهى مقتولاً. آمل ألا يحدث ذلك معها — إنها شخصية رائعة».






