نيويورك – (رياليست عربي). قالت عالمة النفس الأمريكية أنجيلا دوكوورث، الباحثة البارزة في جامعة بنسلفانيا والمتخصصة في علم «المثابرة» (Grit)، إن بناء الثقة والمرونة لدى الأطفال يبدأ عندما يساعدهم الأهل على اكتشاف ما يحبونه فعلاً، لا حين يدفعونهم قسرًا نحو نشاط معين.
وفي حديثها عبر برنامج The Mel Robbins Podcast، أوضحت دوكوورث أن على الوالدين تعريف أبنائهم بمجموعة واسعة من الأنشطة، ثم مراقبة ما يجذب اهتمامهم تلقائيًا. هذه الإشارات المبكرة، تقول، قد تتحول لاحقًا إلى شغف طويل الأمد أو حتى مهنة مستقبلية.
وأضافت: «التربية الجيدة هي ملاحظة ما يفكر فيه طفلك… عندما نلاحظ أين يعيش عقلنا وما يشدّ انتباهنا عفويًا، يبدأ اكتشاف الاهتمامات التي قد تجعلنا مبدعين بحق.»
وتؤكد دوكوورث أن تشجيع الأطفال على إكمال الموسم الرياضي أو بلوغ المرحلة التالية في أي نشاط يختارونه يعزز الانضباط والثقة — حتى لو فقدوا الحماس لاحقًا. فالالتزام بإنهاء ما بدأوه يرسّخ لديهم شعورًا بالكفاءة والقدرة.
شغف صغير يتحوّل إلى مسار حياة
وضربت مثالًا بابنتها لوسي التي لم تكن تحب الواجبات المدرسية ولا التدريب على آلة الفيولا، لكنها كانت تمضي ساعات في مشاهدة مقاطع الطهي وقراءة كتب المخبوزات. لم تمنعها دوكوورث، بل شجعتها على متابعة فضولها. ومع الوقت، بدأت لوسي تتطوع في المطاعم وتساعد طهاة الحلويات، ثم أصبحت تقضي عطلات نهاية الأسبوع في تطوير مهاراتها — شغف ما يزال يرافقها حتى اليوم.
الشغف وحده لا يكفي
مع ذلك، يحذر خبراء آخرون من التعويل فقط على «اتّباع الشغف». الكاتب والأستاذ في جامعة نيويورك سكوت غالاوي يرى أن الاهتمام وحده لا يضمن الاستقرار المالي، ويدعو الشباب إلى التركيز على ما يجيدونه وتطويره إلى مهارة حقيقية عبر جهد مستمر.
دوكوورث لا تختلف معه، موضحة أن «المثابرة» تُبنى على أربعة عناصر: الاهتمام، الجهد، الهدف، والأمل — لكن الاهتمام هو الشرارة التي تُبقي الطفل منخرطًا ومتحمسًا.
وختمت بالقول: «كل من يبرع في عمله يمتلك فضولًا حقيقيًا… عندما تتحدث عمّا تحبه، فأنت عبقري — لأن هذا ما يشغل عقلك بالفعل.»






