بيروت – (رياليست عربي): تصاعدت عمليات الإنقاذ من جانب السلطات اليونانية لمهاجرين غير شرعيين في شواطئ جنوب البلاد، يغرق معظمهم خلال عمليات الهروب من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بعد أن أصبحت لبنان، نقطة الهجرة غير شرعية الرئيسية من الشرق الأوسط إلى أوروبا على الرغم من أنها الأبعد والأكثر مخاطر في دول ساحل المتوسط.
ويعتبر لبنان صاحب أبعد نقطة من دول الشرق الأوسط إلى سواحل جنوب أوروبا، سواء والتي تذهب إليهم سفن الهروب لاسيما دول اليونان، إيطاليا، فرنسا، ولكن التشديدات التي تقوم بها إيطاليا وفرنسا من جهة، ومن جهة أخرى، احكام اليد من جانب السلطات المصرية بالاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي على إغلاق منافذ الهجرة غير الشرعية من شمال مصر، جعل لبنان دولة مصدرة ليس مهاجرين لبنانيين فقط ولكن مهاجرين آخرين من جنسيات عربية.
وقد أصبح لبنان نقطة رئيسية للهروب من الشرق الأوسط وسط تراخي القبضة الأمنية المتعلقة بمتابعة عمليات الهروب عبر مراكب وقوارب مطاطية من قبل خفر السواحل إلى أوروبا، وسط اتساع الشواطئ اليونانية وعدم القدرة حتى الآن في التعامل مع مراكز الاستقبال غير الشرعية، وذلك بجانب الحالة الاجتماعية والاقتصادية الأسوأ التي يعيش فيها اللبنانيين مما جعل الهجرة والهروب من البلاد هدف أساسي للكثير من الأسر بشكل جماعي وليس بشكل فردي كما كان قبل ذلك.
ومع تصاعد عمليات الهجرة غير الشرعية، كان الحادث الأخير الذي أعلن عنه اليونان، بإجراء عمليتي إنقاذ مؤخرا للعثور على عشرات المهاجرين بعد غرق قاربهما وسط بحر هائج، وأوضح خفر السواحل اليوناني، أن نحو 60 شخصا في عداد المفقودين بالقرب من جزيرة إيبويا وسط بحر إيجه، على مسافة 80 كم شمال غربي أثينا، غرق قاربهم بفعل الرياح التي بلغت سرعتها 60 كم في الساعة، وتجري عملية مماثلة بالقرب من جزيرة ساموس، في بحر إيجه كذلك، بحثا عن 8 أشخاص فقدوا مؤخرا.
ودول اليونان وإيطاليا وإسبانيا من أكثر الدول استقطابا للمهاجرين القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، ويسلك المهربون طريق الجنوب، الأطول والأكثر خطورة، في أغلب الأحيان، ويغادرون من لبنان بدلا من تركيا لتجنب الدوريات الأوروبية في بحر إيجه للوصول إلى إيطاليا.
وشهدت اليونان، هذا العام ارتفاعا في عدد الوافدين من المهاجرين واللاجئين، أبحر أغلبهم من السواحل التركية القريبة هربا من الحروب والفقر نحو أوروبا، وغالبا ما تغرق قوارب في هذه المنطقة، مما يتسبب في مصرع مهاجرين.