موسكو – (رياليست عربي): كشفت أحدث البيانات الصادرة عن مراكز الأبحاث الروسية عن استمرار ارتفاع مستوى ثقة المواطنين بالرئيس فلاديمير بوتين، حيث سجلت نسبة التأييد له 81% في يونيو 2025.
هذه النتيجة تأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية بالغة التعقيد، تثير تساؤلات حول سر هذه الشعبية الواسعة والمستمرة للرئيس الروسي على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد.
تشير تحليلات الخبراء إلى أن هذه النسبة المرتفعة تعكس مجموعة من العوامل المتشابكة التي تسهم في الحفاظ على قاعدة التأييد الواسعة لبوتين، على الصعيد الداخلي، تمكنت الحكومة الروسية من تحقيق استقرار اقتصادي نسبي رغم العقوبات الغربية المشددة، حيث سجل الاقتصاد الروسي نمواً بنسبة 2.1% في 2024، مع معدل تضخم بلغ 5.2% وفقاً للبنك المركزي الروسي. كما لعبت السياسات الاجتماعية دوراً مهماً، مع زيادة المعاشات التقاعدية بنسبة 8% وتوسيع برامج الدعم الاجتماعي.
على الجانب الخارجي، يبدو أن الموقف القوي الذي تتبناه روسيا في الساحة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، يحظى بتأييد واسع بين الشعب الروسي، تشير استطلاعات الرأي إلى أن 76% من الروس يؤيدون سياسة الحكومة في هذا الملف، مما يعزز مكانة بوتين كزعيم قوي في نظر الكثير من مواطنيه.
ومع ذلك، تظهر بعض التقارير وجود انتقادات داخلية، خاصة بين النخب المثقفة في المدن الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ. إلا أن هذه الأصوات تبقى محدودة التأثير في المشهد العام، بسبب عوامل متعددة تشمل هيمنة الإعلام المؤيد للحكومة والقيود المفروضة على العمل السياسي المعارض.
عند مقارنة هذه النتائج مع استطلاعات السنوات السابقة، نلاحظ أن مستوى الثقة ببوتين ظل مستقراً بشكل ملحوظ، حيث سجل 82% في 2023، و79% في 2022، و83% في 2021. هذا الاستقرار في نسب التأييد يبرز بشكل خاص عند مقارنتها بمستويات التأييد للقادة الغربيين، حيث لا تتجاوز نسبة التأييد للرئيس الأمريكي 42%، وللرئيس الفرنسي 35%، وللمستشار الألماني 38%.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية للحكومة الروسية، تبقى هناك تحديات كبيرة قد تؤثر على شعبية بوتين في المستقبل، يأتي في مقدمتها استمرار تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، وتطورات الموقف في أوكرانيا، بالإضافة إلى المشكلات الديمغرافية وارتفاع تكاليف المعيشة في بعض المناطق.