أنقرة – (رياليست عربي): قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الرئيس توجه إلى المملكة العربية السعودية اليوم الخميس في زيارة تستغرق يومين، وذلك في تتويج لجهود أنقرة المستمرة منذ شهور لإصلاح العلاقات مع الرياض، طبقاً لوكالة “رويترز للأنباء“.
وقبل السياسة والعلاقات الثنائية، في عقل الرئيس أردوغان أمر واحد يسعى إلى تحقيقه، هذا الأمر هو العامل القوي وقد يكون الوحيد الذي يرفع فرصة فوزه في انتخابات العام 2023 المقبلة، لأن الوضع الاقتصادي الداخلي هو الهاجس الأكبر لأردوغان في ظل الفوضى الاقتصادية التي تعاني منها بلاده، إذ يبدو أن الوضع مستعصي بشكل كبير، فلا الاستثمارات القطرية ولا حتى الإماراتية مؤخراً حققت التوزان الاقتصادي المطلوب.
بالتالي، الزيارة إلى المملكة قد تحدث بعضاً من هذا التوازن، على الرغم من أن الخلافات كانت مستعصية وكبيرة خاصة الخلاف الكبير في الملف السوري، وكذلك الحدث الأبرز الذي وتّر العلاقات هو مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث اتهم أردوغان “أعلى مستويات” الحكومة السعودية بإصدار الأوامر بقتله، لكن أنقرة خففت حدة تصريحاتها كثيراً منذ ذلك الحين، لكن السؤال المهم، هل تسامح وتنسى الرياض؟ وهل ينجح أردوغان بإصلاح العلاقات؟
في السياق، تأتي الرحلة تتويجاً لجهود على مدى شهور من جانب أنقرة لإصلاح العلاقات مع الرياض بعد أن فرضت المملكة العربية السعودية مقاطعة غير رسمية للواردات التركية بسبب موقفها من مقتل خاشقجي، وتمثل تحولاً جذرياً من جانب تركيا.
هذا التقارب على ما يبدو ضرورة تركية كبيرة بالنظر إلى العزلة التي واجهتها تركيا دبلوماسياً، إذ أن السياسة الخارجية لتركيا القائمة على المواجهة وتصورها الذي ينطوي على تعظيم للذات تركها معزولة، لكن الوضع الاقتصادي المقلق دفعها لتغيير هذا النهج.
بعد أن تركتها سياستها الخارجية معزولة في منطقتها وخارجها، أطلقت تركيا حملة في عام 2020 لإصلاح العلاقات مع الخصوم، حيث قدمت مبادرات لمصر والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية.
لم تسفر الجهود مع القاهرة حتى الآن عن تقدم يذكر، لكن التطبيع مع الإمارات وإسرائيل حسن العلاقات التجارية والدبلوماسية. وظلت العلاقات مع الرياض فاترة بينما سعت المملكة إلى حل نزاع خاشقجي.
من هنا، ومع عودة قضية خاشقجي إلى الرياض ومراجعة تركيا لسياساتها الإقليمية، يعتقد محللون ومسؤولون أن العقبات السياسية التي تحول دون تطبيع العلاقات مع السعودية وإنهاء المقاطعة التجارية قد أزيلت.