موسكو – (رياليست عربي): تشهد الأيام المقبلة عقد لقاء جديد بين ممثلي روسيا وأوكرانيا في تركيا، في محاولة لاستئناف المفاوضات الرامية إلى إنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من عامين، تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس نحو السلام، وسط مؤشرات متضاربة من الجانبين.
من جهتها، تبدو موسكو مستعدة لمناقشة تسوية سياسية، لكنها تشترط ضمانات أمنية تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو أو استضافة قوات أجنبية على أراضيها. كما تطالب باعتراف كييف بضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشكل قاطع. في المقابل، تصر كييف على ضرورة انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم، قبل أي نقاش حول تسوية دائمة.
تلعب تركيا دور الوسيط الرئيسي في هذه الجولة من المفاوضات، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع كلا الجانبين، وقد نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقاً في mediation صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية، مما يعزز آمال البعض بقدرة أنقرة على تحقيق اختراق جديد.
لكن التحديات لا تزال كبيرة، خاصة مع استمرار القتال على الأرض وتباين المواقف بين موسكو وكييف، كما أن الموقف الغربي، وخاصة الأمريكي، يبقى عاملاً حاسماً، حيث تواصل واشنطن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما تفرض عقوبات متصاعدة على روسيا.
في النهاية، رغم أن اللقاء في تركيا يفتح نافذة أمل، فإن الطريق إلى السلام يبدو طويلاً وشائكاً فكل طرف ينتظر تحركات الآخر، بينما يستمر المدنيون في دفع الثمن الأكبر لهذا الصراع الذي لا يلوح في الأفق نهاية قريبة له.