كييف – (رياليست عربي): أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن موجة جديدة من التغييرات الحكومية الكبيرة، تشمل عدة وزارات وهيئات حكومية رئيسية، وجاءت هذه الخطوة في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحديات متعددة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، وسط استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الضغوط الدولية.
وفقًا لمصادر مقربة من الرئاسة الأوكرانية، فإن التعديلات تشمل إقالة وتعيين عدد من الوزراء والمسؤولين الكبار في الحكومة، بما في ذلك بعض الشخصيات التي كانت تشغل مناصب حساسة منذ بداية الصراع مع روسيا. وأشارت التقارير إلى أن هذه التغييرات تأتي في إطار محاولة زيلينسكي إعادة هيكلة الجهاز الحكومي لتعزيز الكفاءة ومواجهة التحديات الحالية بفعالية أكبر.
من بين أبرز التغييرات المعلنة، إقالة وزير الدفاع الحالي وتعيين خلف له يتمتع بخبرة عسكرية واسعة، في خطوة تفسر على أنها محاولة لتعزيز الأداء العسكري في ظل استمرار المواجهات على الجبهات، كما شملت التعديلات وزارات الاقتصاد والبنية التحتية، في إشارة واضحة إلى محاولة الحكومة معالجة الأزمات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الحرب.
ويأتي هذا التغيير الحكومي بعد أسابيع من التقارير التي تتحدث عن خلافات داخلية بين كبار المسؤولين في كييف حول إدارة الملفات السياسية والعسكرية. كما تزامن مع تصاعد الانتقادات الموجهة للحكومة الأوكرانية بشأن تباطؤ الإصلاحات وعدم تحقيق تقدم كافٍ في بعض الملفات الحيوية، رغم الدعم الغربي المستمر.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن زيلينسكي يسعى من خلال هذه التعديلات إلى تجديد الثقة في حكومته، خاصة مع اقتراب مواعيد سياسية مهمة قد تؤثر على مستقبل البلاد، كما أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لتعزيز موقفه التفاوضي أمام الحلفاء الغربيين، الذين يطالبون بإصلاحات أسرع في مجالات مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
في الوقت نفسه، لم تخلو ردود الفعل على هذه التغييرات من انتقادات، حيث اعتبر بعض الخبراء أن التعديلات جاءت متأخرة، بينما رأى آخرون أنها قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في ظل الظروف الحالية، ومع ذلك، تؤكد الرئاسة الأوكرانية أن هذه القرارات اتخذت بعد دراسة مستفيضة، وتهدف إلى تحسين أداء الحكومة في هذه المرحلة الحاسمة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها زيلينسكي بإجراء تعديلات حكومية واسعة منذ بداية الحرب، لكنها تعتبر من أكثرها أهمية نظرًا لطبيعة المناصب المشمولة والتوقيت الذي جاءت فيه.