موسكو – (رياليست عربي): في إطار الحملة الأمنية الشاملة التي تشنها السلطات الروسية لمكافحة الأنشطة المعادية للدولة، تم اليوم الأربعاء الإعلان عن اعتقال مجموعة من الأشخاص في منطقتي ياروسلافل وسفيردلوفسك الروسيتين بتهمة تقديم المساعدة لمراكز التجنيد الأوكرانية.
ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الروسية، فإن المشتبه بهم كانوا يعملون بشكل منظم لمساعدة المراكز العسكرية الأوكرانية في عمليات التجنيد السرية، حيث كانوا يقدمون الدعم اللوجستي والمعلوماتي لاستقطاب المتطوعين، كما كشفت التحقيقات الأولية عن قيامهم بنشر دعاية معادية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستغلين الأوضاع الاقتصادية الصعبة لبعض الفئات لدفعهم نحو الانضمام إلى الصفوف الأوكرانية.
من جهتها، أكدت مصادر أمنية روسية أن هذه العمليات تأتي في إطار خطة شاملة لتعقب ومحاصرة جميع الخلايا النشطة التي تعمل لصالح الجهات الأوكرانية على الأراضي الروسية، وأشارت المصادر إلى تعزيز إجراءات المراقبة الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالنشاط الإلكتروني، بعد أن سجلت زيادة ملحوظة في محاولات التجنيد عبر الإنترنت خلال الأشهر الأخيرة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا عن كشف شبكات تجنيد تعمل لصالح أوكرانيا، فخلال العام الماضي، تم الإعلان عن عشرات الحالات المشابهة في مختلف أنحاء البلاد، مما دفع السلطات إلى تشديد إجراءات الرقابة على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، كما تم تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمواطنين للإبلاغ عن أي محاولات تجنيد أو أنشطة مشبوهة.
في السياق ذاته، حذر خبراء أمنيون من تطور أساليب تجنيد المقاتلين، حيث أصبحت تعتمد بشكل متزايد على وسائل التواصل الحديثة والتطبيقات المشفرة، وأكدوا أن هذه الشبكات تعمل وفق أساليب نفسية مدروسة تستهدف الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، مستغلة الظروف المعيشية الصعبة أو الخلافات السياسية لدفعهم نحو التطوع في الصفوف الأوكرانية.
من ناحية أخرى، تواصل السلطات الأوكرانية نفي تورطها في أي عمليات تجنيد غير قانونية على الأراضي الروسية، معتبرة هذه الاتهامات جزءاً من الحملة الدعائية الروسية ضدها، إلا أن الأدلة التي تقدمها الأجهزة الأمنية الروسية بين الحين والآخر تظهر عمليات متعددة يتم ضبطها عند الحدود أو في الداخل الروسي.
ويأتي تصاعد هذه العمليات في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الأوكرانية توتراً غير مسبوق منذ بداية العمليات العسكرية الخاصة، حيث تحرص موسكو على تعزيز أمنها الداخلي في مواجهة ما تصفه بمحاولات زعزعة الاستقرار، بينما تواصل كييف جهودها لتعزيز قواتها في ظل استمرار العمليات العسكرية.