أبو ظبي – (رياليست عربي): منذ أن قيام دولة الإمارات بدور محوري وملحوظ في عدة ملفات بالمنطقة، والتوقعات حيال بعض الأزمات تتوالى كالأزمة السورية والعلاقة المتوترة بين العرب وتركيا.
لقد كانت العلاقات الإماراتية – التركية متوترة لدرجة كبيرة حتى وقت قريب، بل ليس من المبالغة بمكان القول بأن أبوظبي تُعتبر بالنسبة لأنقرة ألد الأعداء بين العرب .
لكن زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى أنقرة، خلطت جميع الأوراق، وفتحت سقف التوقعات، ليعلن الرئيس التركي رجب أردوغان أنه سيزور الإمارات في 14 فبراير/ شباط المقبل، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستؤسس لبداية حقبة جديدة من العلاقات مع دول الخليج، وختم الرئيس التركي حديثه لإعلاميين أتراك بالقول: نحن على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي.
الرئيس التركي اعتبر أن العلاقة مع دول الخليج بدأت تأخذ منحى آخر، بعد انتهاء الأزمة الخليجية مع قطر، ما هيأ مناخاً مناسباً لتحسين العلاقات، وهذا يعني بأن الدوحة منذ فك الحصار الخليجي عنها، لعبت دوراً رئيسياً في محاولة إعادة الاتصالات بين عرب الخليج والأتراك.
فما الذي قصده أردوغان بعبارة مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي؟ لا سيما وأن هناك ملفاً غاية في الأهمية بالنسبة لأبو ظبي هو الملف السوري، وهو بذات الأهمية بالنسبة للنظام التركي، هل ستعمل الإمارات على تعبيد الطريق لترطيب الأجواء بين دمشق وأنقرة؟
لا شك بأن الهدف الرئيسي الأول للرئيس التركي هو الاقتصاد وتدفق الأموال الخليجية إلى بلاده من بوابة عودة العلاقات الجيدة مع دول الخليج، خصوصاً وأنه بحاجة لذلك بسبب تدهور العملة التركية.
بالمقابل كيف ستتعامل أبو ظبي مثلاً مع أنقرة حيال الأزمة السورية، فالإمارات ستعيد الاستثمار بشكل ملحوظ في تركيا، ولكن في السياسة ليس هناك شيء بلا مقابل، فهل ستنعكس عودة العلاقات الخليجية – التركية عموماً، والإماراتية – التركية على ملف الشمال السوري؟
خاص وكالة رياليست.