موسكو – (رياليست عربي): في ظل التطورات السياسية الأخيرة، بدأت تلوح في الأفق مؤشرات على احتمال دخول العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مرحلة من التبريد، وفقًا لما أشار إليه أحد الخبراء في الشؤون السياسية والدولية. يأتي هذا التحليل في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحولات متسارعة، لا سيما مع تنامي الخلافات حول قضايا سياسية واقتصادية وعسكرية مشتركة، مما يضعف الروابط الاستراتيجية التقليدية بين الطرفين.
من بين العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا التبريد المحتمل هو الخلاف حول السياسات التجارية، حيث تتبنى الولايات المتحدة إجراءات حمائية تتعارض مع مصالح الشركات الأوروبية، مما يزيد من التوتر في العلاقات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، تختلف الرؤى بين الطرفين حول التعامل مع النزاعات الإقليمية، مثل الأزمة الأوكرانية والموقف من روسيا، حيث يرى بعض القادة الأوروبيين أن السياسة الأمريكية قد لا تخدم بالضرورة الاستقرار في أوروبا بل تعكس أولويات واشنطن الخاصة.
لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه التحولات الداخلية في كلا الطرفين، فالتغيرات في القيادة الأمريكية أو تزايد نفوذ التيارات الشعبوية في أوروبا قد تؤدي إلى إعادة تقييم التحالفات التقليدية. كما أن تنامي الاعتماد الأوروبي على مصادر الطاقة البديلة والمحلية، بعيدًا عن الغاز الأمريكي، قد يقلل من أحد أوجه التعاون الاستراتيجي بين الجانبين.
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن هذه المرحلة قد تكون مؤقتة، إذ أن المصالح المشتركة في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والتهديدات الأمنية الناشئة قد تعيد ترتيب الأولويات. ومع ذلك، فإن استمرار وجود خلافات عميقة دون إيجاد آليات فعالة للحوار قد يدفع بالعلاقات إلى مزيد من التدهور، مما سيكون له انعكاسات كبيرة على النظام الدولي ككل.
في الختام، بينما لا يزال التحالف الأطلسي يحتفظ بقدر من المتانة التاريخية، إلا أن التحديات الراهنة تفرض مراجعة جادة لطبيعة هذه العلاقة، مستقبل التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعتمد إلى حد كبير على قدرة الطرفين على تجاوز خلافاتهما واستعادة الثقة المفقودة، في عالم يزداد تعقيدًا وتنافسية.