الخرطوم – (رياليست عربي): تنشغل بلدان الشرق الأوسط بتحدياتها وأزماتها، في وقت حرج من عمر المنطقة، إذ لم يسبق أن تزامنت كل هذه التوترات والأحداث والأزمات مع بعضها، أزمات في سوريا واليمن ولبنان والعراق والمغرب وأخيراً السودان، فيما تعيش غالبية الشعوب أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة.
في هذا السياق يشهد السودان تطوراً دراماتيكياً، قد ينذر بتطورات أمنية واجتماعية خطيرة، إذ انطلقت يوم الاثنين 21 فبراير/ شباط في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث، الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان تظاهرات حاشدة دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة تحت شعار “مليونية 21 فبراير”، للمطالبة بتسليم السلطة كاملة للمدنيين من دون مشاركة العسكريين، احتجاجاً على القرارات التي اتخذها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول بإعلان حالة الطوارئ وتعطيل الشراكة مع المكون المدني، ما اعتبرته غالبية القوى السياسية انقلاباً عسكرياً، وتتزامن هذه التظاهرات مع مسيرات تنطلق في بقية مدن السودان الأخرى.
وتأتي تظاهرات بالتزامن مع وصول خبير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان أداما ديانغ، إلى الخرطوم، الأحد، في أول زيارة رسمية له إلى البلاد تستغرق أربعة أيام، بعد تأجيلها شهراً بناءً على طلب السلطات السودانية.
وقد شنت السلطات الأمنية السودانية حملات اعتقال واسعة طالت ناشطين وسياسيين وأعضاء في لجان المقاومة بلغ عددهم قرابة 200 معتقل معظمهم من دون أي إجراءات قانونية، حسب محامين وحقوقيين سودانيين.
فيما تتحدث أوساط حقوقية في هذا البلد عن ارتفاع نسب الاعتقالات التعسفية، وسعي العسكر لأحكام السيطرة على كل شيء في السودان.
حول ذلك تتنامى المخاوف، إذ من المحتمل أن تحدث مواجهات بين العسكر والسلطات الأمنية من جهة وبين المتظاهرين المدنيين، كما أن السودان بأهمية موقعه أفريقياً، وثرواته وإمكاناته، يشكل إغراءً للدول الإقليمية والدولية، وبالتالي فإن القلاقل الأمنية والشروخ بين السودانيين ستشكل بيئة خصبة لإثارة ثورة ملونة في هذا البلد، فضلاً عن كونها ستشكل مناخاً ملائماً جداً لعمل أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية، وأخيراً فإن أي تطورات ستحدث في هذا البلد ستنعكس سلباً على مصر وما يجاور السودان.