واشنطن – (رياليست عربي): يجمع غالبية الخبراء، على أن إعلان الولايات المتحدة اغتيال زعيم تنظيم “داعش” (المحظور في روسيا) الجديد في إدلب السورية، الخاضعة لنفوذ جبهة النصرة الإرهابية (المحظورة في روسيا)، إنما جاء للتأكيد على خطر “داعش” واستمراره، بما يضمن بقاء القوات الأميركية في سوريا حتى أمد أطول.
بالمقابل تذهب فئة أخرى للقول، إن الولايات المتحدة بالإضافة إلى غرضها السابق، أرادت تمرير صفعة قوية وسريعة ضد تركيا خصوصاً أن اغتيال زعيم “داعش” جاء في إدلب الخاضعة للنفوذ التركي، كون أنقرة تدعم جبهة النصرة.
بقي زعيم “داعش”، أبو إبراهيم القرشي، قابعاً في مكانه الآمن بمدينة أطمة الحدودية بين سوريا وتركيا طيلة الفترة الماضية، رغم أن مكان إقامته يبعد أمتار قليلة عن حواجز جبهة النصرة، كذلك أقل من نصف كيلو متر عن مخفر الشرطة التركي الحدودي وعلى بعد أقل من كيلو متر واحد من أقرب نقطة عسكرية تركية لمنزله.
بعبارة أخرى، تركيا التي تمتلك استخبارات واسعة في إدلب لن يصعب عليها معرفة مكان تواجد القرشي، كذلك جبهة النصرة التي تعد أنفاس الناس هناك، وبالتالي فإن القرشي كان خاضعاً للحماية التركية رسمياً.
وبالتالي فإن اغتيال أميركا للقرشي، ربما يكون القصد منه توجيه صفعة سريعة لتركيا، ومحاولة لإعادة فتح ملف إدلب التي باتت وكر الإرهاب في سوريا، والتهديدات باستهدافها أميركيا وبالتالي خسارة تركيا فيها.
ماذا تريد واشنطن إذاً؟
الولايات المتحدة ولا يختلف اثنان على هذا، تبحث عن أكثر من مكسب من إعلان اغتيال القرشي، أحد تلك المكاسب هو دفع تركيا لتقديم تنازلات في الملف الكردي، بما يضمن استمرار التحالف الأميركي – الكردي الوثيق دون تدخلات تركية، وهنا لابد أن نذكر بأن قوات سوريا الديمقراطية – قسد الكردية، قد هاجمت أمريكا مؤخراً في بيان بعد استهدافات تركية لمواقعها في عين ديوار الحدودية، لأول مرة واتهمت واشنطن بأنها من سهلت لأنقرة استهداف قسد وفتح المجال الجوي لها.
وأمريكا تريد ضمان التحالف مع الأكراد، لأن هذا التحالف هو الوحيد الذي يضمن بقائها في الأراضي السورية، ومع تكرار الهجمات التركية ضد الأكراد، وتقارب الأكراد مع روسيا مؤخراً، باتت الولايات المتحدة تستشعر الخطر لذلك كان لابد من وضع حد نهائي للتمادي التركي.