برلين – (رياليست عربي): قال نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج والهجرة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، حسين خضر، يقوم حوالي أكثر من 31 مليون شخص بالأعمال التطوعية دون الحصول على أجر في المقابل في ألمانيا، مشيراً إلى سبب هذه النسبة الكبيرة والدور الذي يلعبه العمل التطوعي في ألمانيا.
ويقدر تعداد سكان ألمانيا لعام 2021 بنحو 83,783,942 نسمة، أي أن من يقومون بأعمال تطوعية في ألمانيا بدون أجر، يقدرون بـ35.2 % من عدد سكان البلاد، وهو ما يعد أكثر من ثلث السكان.

وأوضح “خضر”، في بحث ضمن هذا الصدد، أن تاريخ التطوع في ألمانيا يعود إلى القرن التاسع عشر، وظل قائماً حتى اليوم الذي يقوم فيه حوالي 44% من الألمان فوق سن الـ 14 عام بالأعمال التطوعية المختلفة ،حسب الاحصاءات، إذ تتنوع دوافعهم وخبراتهم مثل المهام التي يقومون بها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تدريب الأطفال في النوادي الرياضية، رعاية المسنين الأصحاء منهم أو المصابين من قاطني دور المسنين، التطوع في مجال الإطفاء، تعليم الأطفال السباحة، توزيع الطعام على كبار السن أو المرضى، حل النزاعات، حماية البيئة، أو في بعض منظمات الإغاثة مثل الصليب الأحمر الألماني.
ولفت إلى أنه في عام 2014 قام أكثر من 31 مليون ألماني بأعمال تطوعية مختلفة حيث أن أي شخص يرغب في تولي منصب تطوعي في ألمانيا لديه مجموعة متنوعة من الخيارات كما توجد وكالات مختصة بهذا الشأن تسهل على الراغب في التطوع بعض الأمور وتقدم النصائح والإرشادات، مشيراً إلى أن أقدم وكالة تطوعية في ألمانيا تقع في مدينة “ميونيخ” وتدعى “تادينجرنج” وهي تقوم حالياً بوضع متطوعين في حوالي 430 مؤسسة ومشروعاً، بما في ذلك المؤسسات والمراكز التعليمية وجمعيات الرفق بالحيوان.

وأشار إلى أنه بحسب الإحصائيات الخاصه بهذا المجال في السنوات الـ 15 الماضية، فهناك ارتفاع ملحوظ في نسبة المتطوعين بنحو 10 نقاط مئوية، وهذا يرجع بشكل رئيسي إلى التغيرات الاجتماعية، ووفقاً لمسح المتطوعين، فإن نسبة المتطوعين هي الأعلى في الفئات العمرية من 14 إلى 49، ويأتي العديد من المتطوعين من الطبقة المتوسطة في المجتمع، جميعهم لديهم وظائف وتلقوا قدراً كافياً من التعليم ولكن لم يثنيهم ذلك عن المشاركة بالأعمال التطوعية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة زيادة قوية بشكل خاص بنسبة 17 نقطة مئوية بين أطفال المدارس.

وأكد “خضر”، أن أسباب التطوع هي بالطبع فردية وشخصية، ويشير أحدث استطلاع للمتطوعين من عام 2014 من قبل الوزارة الاتحادية لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب إلى عدد من الدوافع الشائعة للعمل التطوعي في ألمانيا، قبل كل شيء، يشمل ذلك الاستمتاع بالنشاط المعني، وفرصة القيام بشيء من أجل الصالح العام، بالإضافة إلى الفرصة لتوسيع الآفاق الخاصة وتعلم مهارات جديدة.

وغالباً ما يكون الدافع وراء الشباب على وجه الخصوص هو الرغبة في تجربة شيء مختلف، أما الفئه العمرية الأكبر تفضل نقل معرفتهم للآخرين وكذلك متابعة مهمة ذات مغزى بعد حياتهم المهنية ولهذا يعد العمل التطوعي في ألمانيا ركن مهم من أركان المجتمع، وكل هذا يوضح مدى أهمية التطوع للمهام الاجتماعية المستقبلية في ألمانيا وأوروبا، لاسيما في أوقات شيخوخة المجتمع، حيث يتناقص عدد الشباب الذين يضطرون إلى رعاية المزيد من كبار السن.
وتابع:” من المهم أيضاً بشكل خاص التحفيز الدائم على التطوع، فقط إذا أمكن إقناع أكبر عدد ممكن من الناس بتولي مهام اجتماعية، فسيكون من الممكن أيضا على المدى الطويل تأمين مجموعة واسعة من عروض الترفيه والثقافة والصحة والرعاية”.