كاراكاس – (رياليست عربي). أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر الشهر الماضي، واصفاً المكالمة بأنها “ودية”، في وقت يثير فيه الانتشار العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي مخاوف متزايدة من مواجهة محتملة.
وقال مادورو خلال مقابلة على قناة فينيزولانا دي تلفيسيون الحكومية مساء الأربعاء إنه اختار الإعلان عن الاتصال فقط بعد تداول تقارير إعلامية دولية حوله، مشدداً على أنه يرفض “دبلوماسية الميكروفونات”. وأضاف: “تعلمت خلال سنوات عملي كوزير للخارجية فضيلة الحذر الدبلوماسي. الأمور المهمة يجب أن تُدار بعيداً عن الضجيج حتى يتم حلها.”
ورحّب مادورو باحتمال أن يشكّل الاتصال بداية لـ”حوار محترم” مع واشنطن، مؤكداً أن فنزويلا “ستسعى دائماً إلى السلام”، لكنه امتنَع عن الكشف عن تفاصيل المكالمة بدافع “الاحترام” و”التحفّظ”.
وتابع قائلاً: “بعون الله، وقائد القادة يسوع المسيح، ستسير الأمور على خير من أجل سلام واستقلال وكرامة ومستقبل فنزويلا.”
ترامب، الذي كشف عن المكالمة لأول مرة الأحد الماضي، كرر الإشارة إليها خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض من دون تقديم تفاصيل، قائلاً: “تحدثت إليه باختصار… سنرى ما سيحدث.” ثم جدّد اتهاماته بأن “فنزويلا ترسل إلينا المخدرات وأشخاصاً لا ينبغي أن ترسلهم”.
التوترات تتصاعد مع الحشد العسكري الأمريكي
يأتي الاتصال في ظل تصعيد أمريكي لافت: فقد نشرت واشنطن أكبر حاملة طائرات في العالم في مياه الكاريبي، ودمرت سفناً تقول إنها شاركت في تهريب المخدرات من فنزويلا ودول مجاورة، ولوّحت بإمكانية تنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية. وتؤكد إدارة ترامب أن هذه التحركات تستهدف “مكافحة التهريب”.
وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن فنزويلا لا تنتج سوى كميات محدودة من الكوكايين، لكنها شكّلت عام 2020 معبراً لنحو 10–13% من الإمدادات العالمية. مادورو، من جانبه، يتهم ترامب باستخدام ملف المخدرات كذريعة لـ”إسقاط الحكومة والاستيلاء على الثروات النفطية”.
وخلال تجمع شعبي في كاراكاس الأسبوع الجاري، شدد مادورو على أن بلاده تريد السلام “لكن ليس سلام العبيد”، مضيفاً: “مستعمَرة؟ أبداً! عبيد؟ أبداً!”






