ميونيخ – (رياليست عربي): يشكل مؤتمر ميونيخ للأمن مناسبةً مهمة لتباحث أجهزة الاستخبارات الغربية والعالمية لأهم نظريات المصالح الجيو – سياسية والأمنية والعمل الاستخباري، ولعل اختيار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لهذا المؤتمر كمناسبة للهجوم على موسكو كان بمثابة إعلان استنفار استخباري دولي ضد روسيا للمرحلة المقبلة.
فقد دعا زيلينسكي خلال المؤتمر القوى الغربية إلى التخلي عما أسماها سياسة مهادنة موسكو، فيما تتصاعد المخاوف من احتمال غزو روسيا لبلاده.
وطالب زيلينكسي بإطار زمني واضح لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي – الناتو، معتبراً أن انضمام بلاده سيكون بمثابة دعم غربي للدفاع عن كييف، واختتم بالقول: على الجميع أن يفهموا أن مطالبات أوكرانيا للغرب ليست مساهمات خيرية بل هي مساهمات من أجل أمن أوروبا والعالم، إذ أن أوكرانيا هي الدرع منذ ثماني سنوات، ضد روسيا والموالين لها وفقاً لقوله.
ويشارك في المؤتمر الذي تهيمن على أشغاله الأزمة الأوكرانية، وزراء خارجية مجموعة السبع – G7.
وكانت نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس قد هددت في كلمتها بتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية إذا غزت روسيا أوكرانيا، متوعدة موسكو بعقوبات اقتصادية “قاسية وفورية”، على غرار تحذيرات أخرى أطلقتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ.
واللافت في هذا المؤتمر رفع شعار ما سُمي بالفشل الغربي الأمني، ما يعني أن دول الناتو على وجه التحديد ستعمل على وضع سياسات أمنية جديدة وبأهداف جيوسياسية ستتم ترجمتها في الفترة القادمة، خصوصاً فيما يتعلق بملفات أوكرانيا والقرم والأمن السيبراني والاقتصاد الرقمي، إضافةً لملفات سورية وليبيا و مالي واليمن .
خلال العقود الأولى من عمر المؤتمر كان الحضور محدوداً والمشاركون أقل، وكانت النقاشات تتركز حول السياسات الغربية ضمن الإطار الشامل لمواجهات الحرب الباردة.
وبعد انتهاء الحرب الباردة، سعى مؤسسو المؤتمر إلى توسيعه ليتجاوز الإطار الغربي الضيق، فأصبح أكثر انفتاحاً على مشاركين من دول أوروبا الوسطى والشرقية وكذلك على آخرين من دول ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي.
وكانت فلسفتهم حينئذ أن على المؤتمر، شأنه في ذلك شأن حلف شمال الأطلسي، أن يتخطى الإطار الضيق الذي رسمته الحرب الباردة، وأن يتوسع نحو أطراف أخرى إذا ما أريد له أن يأخذ مكانة ودورا أكبر على مستوى العالم.