بروكسل – (رياليست عربي): وضّح تصاعد قوة التحالف الذي يجمع بين مصر واليونان وقبرص أمام مطامع تركيا في مقدرات وثروات دول أخرى، ليصبح ظاهراً تنازلات من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام نجاح وتعضيد قوة التحالف الثلاثي “المتوسطي” من يوم إلى آخر.
قوة التحالف الثلاثي، لا تفوّت أي مناسبة أقليمية أو دولية، لتكون ظاهرة مؤخراً، في اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك خلال القمة الاوروبية – الافريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، حيث أشاد الرئيس المصري بالتطور المستمر في العلاقات المصرية – القبرصية وما شهده التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين من تقدم مضطرد، إلى جانب المواقف القبرصية الداعمة لمصر في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، مؤكداً حرص مصر على مواصلة تفعيل أطر التعاون، وتكثيف التشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان.
ونفس الإشادة، خرجت من “السيسي” بعمق العلاقات المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذي يشهده التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معرباً عن تقديره لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تعكس متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين.
فيما أعرب الرئيس القبرصي عن اعتزازه بخصوصية الروابط التاريخية بين مصر وقبرص، مشيداً بمتانة العلاقات بين البلدين الصديقين، مؤكداً تطلع قبرص لتحقيق المزيد من الخطوات بهدف ترسيخ أطر التعاون الثنائي والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثي مع اليونان، لاسيما في ظل الدور الذي تقوم به مصر كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها في إطار مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
بينما أكد رئيس الوزراء اليوناني خصوصية الروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بلاده ومصر، مرحبّاً بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية، معرباً عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، خاصة في ضوء الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل المشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة “المتوسط”، والذي يعد نموذجاً يُحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمي.
وتنامت قوة هذا التحالف السياسي والاستراتيجي بين مصر واليونان وقبرص، والذي تضاعفت قوته بمراحل لاسيما مع تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذي وضعت مصر حجر أساسه، وقبرص واليونان من أهم أعضاءه، والمنتدى هيئة تأسست في يناير/ كانون الثاني 2019 ويقع مقره الرئيسي في القاهرة، ويهدف إلى إنشاء سوق غاز إقليمي في منطقة شرق المتوسط، وتحسين العلاقات التجارية وتأمين العرض والطلب بين الدول الأعضاء، و ويضم المنتدى بجانب الدول الثلاث، فرنسا، إيطاليا، فلسطين، الأردن، إسرائيل، ومراقبون دائمون وهم الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، بجانب دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأغلق إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط أي محاولات من أنقرة لفرض تواجدها بأي شكل من الأشكال في ثروات غاز المتوسط عندما تم تقسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث، لتستبعد تركيا من الانضمام إلى هذا المنتدى، الأمر الذي دفع أردوغان إلى إعادة التفكير في مستقبل علاقته بالقاهرة، في ظل قلق الرئيس التركي من علاقة الرئيس المصري مع اليونان وقبرص، وهي علاقة تقف كحائط أمام ما يطمع فيه “أردوغان” من حصة ليس لها أي أساس جغرافي أو تاريخي أو حتى اقتصادي، بمشاريع التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الأمر الذي جاء بعدة تنازلات من جانب “أردوغان” من بينها عمل الأخير على مغازلة “القاهرة”، والقيام من جانبه بتقييد عمل قنوات الإخوان “الإرهابية” (المحظورة في روسيا)، التي تهاجم الدولة المصرية، في حين أن الأخيرة لا تعطي لمحاولة التقرب أي اهتمام.
وفي إطار التودد من جانب “أردوغان” للقاهرة، فإنه من المرجح أن تتبنى تركيا مواقف أكثر تقبلاً للشروط المصرية بسحب مقاتلين من ليبيا، ذهبت بهم تركيا إلى هناك، كما يتطلع “أردوغان” إلى محاولات زيادة حجم التبادل التجاري مع القاهرة التي تعتبر أكبر سوق في إفريقيا، بحسب معهد كارنيجي.
خاص وكالة رياليست.