بيروت – (رياليست عربي): بات يتعامل حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه الدكتور سمير جعجع، مع الانتخابات النيابية المقبلة في مايو/ أيار 2022، على أنها بداية طريق لإحياء لبنان الذي أصبح يعيش في حال لم يعيشه مواطنيه حتى في أصعب أوقات الحرب الأهلية.
لذلك كان إعلان الحرب السياسية بشأن الانتخابات على لسان “جعجع” بأن كل صوت يذهب لـ”التيار الوطني الحر” الذي يتزعمه رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون و”حزب الله” يعني تمديد أوجاعه بيده من دون منّة من أحد، مؤكداً أن الانتخابات النيابية المقبلة تشكل فرصة حقيقية من أجل استبدال الأكثرية الحالية، داعياً كل “القواتيين” إلى أوسع حملة توعية سياسية للناس “كي لا يبقوا في جهنم عن طريق الخطأ”، على حد قوله، لافتاً إلى أن حزب “القوات اللبنانيّة” سيقف بالمرصاد في وجه أي محاولة لتطيير الانتخابات، لأن باب الخلاص الوحيد المتاح للشعب اللبناني على المدى المنظور هو الانتخابات النيابية.

وحددت السلطات اللبنانية يوم 15 مايو/ أيار 2022 موعداً لإجراء الانتخابات النيابية، فيما يدلي المغتربين بأصواتهم إما يوم 6 أو 8 من نفس الشهر، حسب البلد الذي يقيمون فيه، وذلك بعد أن صوّت البرلمان اللبناني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على إجراء انتخابات مبكرة يوم 27 مارس/ آذار لكن الرئيس ميشال عون قال إنه لن يقبل هذا التاريخ المبكر، ومن المتوقع بحسب تقارير، أن تحتدم المنافسة في الانتخابات مع انتشار الغضب على نطاق واسع في لبنان بسبب الانهيار الاقتصادي الذي أفقد العملة أكثر من 90 % من قيمتها منذ 2019 وتفاقم أوضاع الفقر بدرجة كبيرة.
ويراهن حزب “القوات” في الانتخابات المقبلة على المغترب اللبناني، الذي بدوره يريد أن يساهم في تغيير أوضاع بلاده على الرغم من حياته في المهجر، وهو ما وضح في قيام نحو 245 ألف مغترب لبناني ، بتسجيل أسماءهم للاقتراع في الانتخابات النيابية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في بيروت، مقارنة بتسجيل 92810 مغترب للتصويت في انتخابات عام 2018.
وبحسب مراقبون، يدين الجزء الأكبر من المغتربين اللبنانيين بالمسيحية المارونية، وسيكون لهم دوراً في حسم الانتخابات بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وهذه المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين اللبنانيين المخولين الاقتراع المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
وفي هذا الصدد، كشف استطلاع مازال في طي الإعداد، لمركز دراسات لبناني، تم إلكترونياً مع مغتربين في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وكندا ودول خليجية، على ارتفاع حظوظ حزب القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية المقبلة، ويرجع مغتربين لبنانيين شاركوا في هذا الاستطلاع هذا الاختيار، إلى رفضهم انهيار الدولة اللبنانية التي باتت مؤسساتها الرسمية والعسكرية هي الحلقة الأضعف وسط تصاعد هيمنة نفوذ سلاح حزب الله، والانهيار الاقتصادي الذي لم يشهده لبنان طوال تاريخه، وخراب البنية التحتية والمرافق، وما يعانيه المواطن اللبناني من أوضاع هي الأسوأ، وابتعاد الدعم العربي عن لبنان وخروج الاستثمارات منه.
ويصل عدد المغتربين اللبنانيين في العالم 15 مليون بحسب تقديرات رسمية ترجع إلى عام 2009، ولكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى وصولهم إلى 20 مليون، منهم في البرازيل 7 ملايين بحسب تقديرات في سبتمبر/ أيلول 2015 ، الأرجنتين 1.5 مليون في يونيو/ حزيران 2007، كولومبيا 700 ألف في يوليو/ تموز 2011، الولايات المتحدة الأمريكية 500 ألف في أغسطس/ آب 2019، المكسيك 400 ألف في فبراير/ شباط 2015، فنزويلا 340 ألف في مارس/ آذار 2019، السعودية 300 ألف في أبريل/ نيسان 2020، كندا 250 ألف في أبريل/ نيسان 2013، فرنسا 225 ألف في مارس/ آذار 2018، استراليا 210 ألف في يوليو/ تموز 2014، الدومينيكان 80 ألف في أغسطس/ آب 2012 ، وفي الإمارات 90 ألف في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 ، الأوروغواي 70 ألف في يناير/ كانون الثاني 2009، ألمانيا 50 ألف في أبريل/ نيسان 2019، وهي أعداد مسجلة بشكل رسمي في تلك البلدان مع التواريخ المدرجة بها.