كوبنهاغن – (رياليست عربي): دخلت القارة الأوروبية، في منحنى قد يعيد بها مجدداً إلى إحياء الأفكار التي تحولت إلى أنظمة ديكتاتورية في الحرب العالمية الثانية، عندما فتح الطريق أمام أحزاب وتيارات لتكوين “ميليشيات” كانت قد تكونت في الأساس من تنامي نداءات “المتطوعين” في صراعات أو مواجهات، ليتحولوا إلى فرق عسكرية خارج إطار الدولة، برزوا ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، ليخرج إلى أوروبا الفرق الزرقاء أو الرمادية وتأتي للعالم بـ”النازية” أو “الفاشية” أو “الفرانكوية”.
هذه المخاوف ساقتها بالفعل، ما أعلنته دولة الدنمارك مؤخراً، بفتح الباب لمن اسمتهم بـ”المتطوعين”، للانضمام إلى “لواء دولي” تعتزم “كييف” تشكيله، دعا إليه مؤخراً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط خروج أنباء عن مناقشات داخل حكومات أوروبية منها ألمانيا، بلجيكا، بإتاحة التطوع لنفس الأمر.
وعبّر مراقبون عن مخاوفهم، من الفكرة العامة لإجازة “التطوع” بهذا الشكل العسكري، والذي قد يأتي بأزمات على المدى القريب لا يحمد عقباها، على رأسها مخاوف أمنية تتعلق بعند عودة المتطوعين إلى بلدانهم مرة أخرى، سيكونون على درجة عالية من احترافية استخدام الأسلحة وعلى أسوأ تقدير يقومون باقتنائها، ليخرجون عن سيطرة تلك الدول ويهددون الأمن الداخلي لتلك الدول، فضلاً عن فتح هذا الأمر الطريق لأحزاب وتيارات سياسية واجتماعية في تكوين ميليشيات ، تكون قوامها من العائدين بالدرجة الأولى.
وأسند مراقبون مخاوفهم أيضاً، بأن السماح بالتطوع من جانب دول أوروبية ، لن يكون بقوانين تقرها برلمانات هذه الدول، ليعيد ذلك للأذهان، إنتاج دكتاتوريون جدد على طريقة ما سبق الحرب العالمية الثانية ومن أشعلوا نيرانها وهم الفوهرر الألماني أدولف هتلر والدوتشي الإيطالي بينيتو أندريا موسوليني، والكوديو الإسباني فرانثيسكو فرانكو.
وكانت قد أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريديريكسن، أن بلادها ستجيز للمتطوعين الانضمام الى لواء دولي تعتزم أوكرانيا تشكيله للتصدي للغزو الروسي، نافية وجود أي “عائق قانوني” يحول دون ذلك، في حين أنه لا يوجد قوانين تسمح بهذا الأمر، بل هناك ما هو يحظر ذلك.
وقالت رئيسة الوزراء، إن ذلك خيار متاح لأي شخص، ويسري بالتأكيد على جميع الأوكرانيين الذين يقيمون هنا، وأيضا على آخرين يرون أنهم قادرون على المشاركة المباشرة، وأضافت : “بناء على تحليلنا، ليس ثمة عائق قانوني يحول دون توجه أحد إلى أوكرانيا للمشاركة في النزاع، طبعا في الجانب الأوكراني”.
وكان قد دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأجانب الراغبين في مساعدة بلاده على مواجهة ما اسماه بـ”الغزو الروسي”، للتوجه الى سفارات كييف حول العالم وتسجيل أسمائهم للالتحاق بـ”فرقة دولية” من المتطوعين.
وقال زيلينكسي في بيان “تدعو القيادة الأوكرانية كل الأجانب الراغبين في الانضمام الى مقاومة الروس وحماية الأمن الدولي، للمجيء إلى بلادنا والالتحاق بصفوف قوات الدفاع”، وأضاف “يتم تشكيل فرقة من الأجانب، الفرقة الدولية للدفاع عن أراضي أوكرانيا”، معتبراً أن الانضمام إليها هو “تعبير أساسي عن دعمكم لبلادنا”.
ودعا الأجانب الراغبين في الالتحاق بالمعركة، للتواصل مع الملحقين العسكريين في سفارات أوكرانيا، وسبق لـ”زيلينسكي” أن دعا الأجانب الذين يتمتعون بخبرة قتالية، للمجيء الى بلاده لمواجهة الغزو.