القاهرة – (رياليست عربي): يُعتبر ملف سد النهضة من أكثر الملفات سخونةً في القارة السمراء، كما أنه يُصنف على أنه مسألة حيوية مقلقة على مصر، لجهة أمنها القومي المتعلق بالمياه، واللافت أن هذا الملف يتم تحريكه ضد القاهرة في أي وقت تتأزم خلاله علاقات القاهرة بقوى معينة في المنطقة، تدعم الإثيوبيون في مشروعهم تجاه السد والاستفادة منه، عبر إغراءات، تمثلت سابقاً بإقامة مشاريع خدمية وحيوية وسياحية على ضفتي السد.
وفي تطورات هذا الملف، أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، رسمياً عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة، حيث قام بجولة في محطة توليد الطاقة وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال مسؤولون إنها أطلقت عملية الإنتاج، حسبما ذكرت “فرانس برس”.
ويثير السد الذي يتوقع أن يكون أكبر مشروع في إفريقيا لتوليد الكهرباء من المياه، خلافاً إقليمياً منذ أن أطلقت إثيوبيا المشروع في 2011.
وتتخوف دولتا المصب جارتا إثيوبيا، مصر والسودان، من تداعيات السد على أمنهما المائي، فيما تشدد أديس أبابا على أهميته لتوليد الكهرباء والتنمية، ويهدف المشروع البالغة تكلفته 4.2 مليار دولار لإنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء، أي أكثر بمرتين من انتاج إثيوبيا من الكهرباء.
فيما علق محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، على تصريحات إثيوبيا بشأن بدء عملية توليد الكهرباء عن طريق سد النهضة، قائلاً: إن التوربينات التي امتلأت خلال الملء الأول لسد النهضة تم اكتشاف أخطاء فنية بها، مشيراً إلى أن الملء الأول كان كافياً لتوليد الكهرباء إلا أن الإثيوبيين أضاعوا عامين كاملين في انتظار توليد الكهرباء.
وتابع أن مصر لا تمانع في استخدام السد الإثيوبي في توليد الكهرباء، لكن مع عدم الإضرار بحصة مصر والسودان من مياه النيل، لافتاً إلى أن هناك سوء تخطيط من قبل الإثيوبيين في توليد الكهرباء وتخزين المياه في السد .
أما الأوساط المختصة بالطاقة في مصر فقد رأت أنه من حيث المبدأ فإن توليد اثيوبيا للطاقة مشروع، لكن شرط عدم الإضرار بمصالح مصر والسودان، مضيفاً ليس صحيحاً إن اثيوبيا تنتج وتولد الكهرباء اليوم، ما سيتم اليوم هو مجرد تجربة لتشغيل وإدارة التوربينين المنخفضين وليس لتوليد الكهرباء، التي تتطلب الانتهاء من محطة الكهرباء ومن شبكة كابلات الضغط العالي الناقلة للكهرباء المولدة، وختم بالقول: لو كان الأمر صحيحاً لأعلنت إثيوبيا عن أول منطقة داخلها، أو خارجها في السودان، سوف تستقبل هذه الكهرباء المولدة من السد.
فيما تتخوف بعض الجهات من أن يكون الإعلان عن توليد الكهرباء عبر السد، مقدمةً لخطوات لاحقةً ستؤثر لا محالة على مياه مصر والسودان، لا سيما مع وجود اتهامات بارتباط اثيوبيا بقوى إقليمية باتت تتغلغل عبر الاستثمارات في بلادهم.