أنقرة – (رياليست عربي): يعمل حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب أردوغان على ملئ سلته بالمكاسب السياسية بعد سنوات من التوترات التي شابت علاقاته الإقليمية والدولية، وبعد اتهامات طالته بتبني طموحات وصفت بالعثمانية المطورة بأفكار إخوانية، مما دق ناقوس الخطر إقليمياً، ومما زاد في ذلك كان التدخل التركي في ملفات سوريا واليمن وليبيا ، فضلاً عن أزمة حادة سابقاً مع مصر، إلى جانب الدول العربية الخليجية باستثناء قطر.
ورغم التصريحات والمواقف العديد لأردوغان حول القضية الفسطينية والقدس والأقصى، إلا أن أردوغان لم يوقف علاقاته مع إسرائيل تجارياً وأمنياً، وها هو اليوم يمهد لتسوية العلاقة مع تل أبيب، رغبةً منه في اقتناص مكاسب قادمة بعد أن أغضب أوروبا وواشنطن، في بعض الملفات .
في هذا السياق ذكر الرئيس أردوغان أنه أجرى عدة اتصالات هاتفية وصفها بالإيجابية مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وأنه من المخطط أن يزور الأخير تركيا في مارس/ آذار المقبل، معتبراً أن زيارة هرتسوغ ستكون إيجابية وتنعكس بشكل جيد على العلاقات.
وبشأن ليبيا، أشار أردوغان إلى أن تركيا قدمت كل أشكال الدعم لليبيا منذ البداية، وفضلت المساعدة فيما يخص إجراء انتخابات تضمن مستقبل مزدهر ومستقر للشعب الليبي من وجهة نظره، رغم الاتهمات الكثيرة التي طالت أنقرة بالتدخل سلباً في هذا البلد ، وكانت تلك الفترة أوج التوتر بين تركيا والدول العربية.
بالمحصلة، فإن أردوغان يعمل على كل الاتجاهات، لتلافي جميع الأخطاء التي وقع بها سابقاً، فهو يتقدم بخطوات متماسكة نحو تل أبيب، ويحاول رأب الخلافات مع الخليج العربي، ويطمح للعب دور وسيط بين روسيا وأوكرانيا، كل ذلك يتمحور نحو رفع أسهمه في الانتخابات الرئاسية القادمة، مع وجود جبهة كبيرة من المعارضة له، تضم سياسيين مخضرمين كانوا بالأمس ضمن صفوف حزبه مثل أحمد داود أوغلو وعلي باباجان.