لندن – (رياليست عربي): بدأت الصحف الغربية، التي تقع ضمن الخندق المعادي لروسيا في أزمة التصعيد حيال أوكرانيا، بالحديث عن فوز روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، في المعركة التي كان من الواضح أن الهدف الرئيسي منها إظهار روسيا كقوة ضعيفة في العالم.
وقالت صحيفة ذي تلغراف، إن الرئيس بوتين يخوض اليوم معركة ضد الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، حيث تدور رحاها على ساحة دول الاتحاد السوفيتي السابق، وأضافت أن بوتين بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر على الغرب في الساحة السوفييتية سابقاً.
تحاول الدول الغربية إحداث المزيد من الشرخ بين روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، لكن تلك الدول الغربية لا تمتلك مقومات لنجاح مساعيها، وفق الصحيفة، مضيفة أن “روسيا تملك خامس أكبر احتياطي للنقد الأجنبي في العالم قدره 635 مليار دولار، وتفوق واردات الموازنة الروسية نفقاتها، ولا تلجأ روسيا إلى استخدام أموال المستثمرين الأجانب لتغطية النفقات، وقللت روسيا الاعتماد على أموال النفط”.
ورأت الصحيفة أن الرئيس الروسي، قادر على استعادة سيطرة بلاده على الدول المجاورة، حتى مع وجود العقوبات الغربية وحتى مع استمرار تهديده بها.
الإدارة الأوكرانية، وضعت نفسها في مواجهة خاسرة مع روسيا، بحسب ذي تلغراف، التي أكدت أن الدول الغربية لم تنجح بالوقوف يداً واحدة في تأييد الإدارة الأوكرانية المعادية للرئيس الروسي.
وهذا ما بدا واضحاً، من الانقسامات التي شهدها حلف الناتو فيما يخص التصعيد الأميركي حول أوكرانيا، ففي وقت دعمته واشنطن ولندن، رفضته دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وفرنسا اللتان سعيتا منذ اللحظة الأولى لمحاولة استيعاب الموقف، وتبديد الخلاف.
وساهمت روسيا بتخفيف التصعيد، وإبعاد مخاوف اندلاع حرب عالمية ثالثة، بعد أن أعلنت سحب جزئ من قواتها من الحدود مع أوكرانيا مؤخراً، لتنجح بسحب ذريعة الولايات المتحدة، التي أرسلت المزيد من المدمرات إلى أسطولها البحري السادس الذي يمتلك مسرح عمليات بالقرب من روسيا، وهو ما يعني العمل على خلق محاولة تصعيد جديدة من الولايات المتحدة.