تل أبيب – (رياليست عربي). قال السياسي والشخصية العامة الإسرائيلية بيني بريسكين، المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إن العلاقات بين إسرائيل و**تركيا** لا تملك أي فرصة حقيقية للتحسّن في المستقبل المنظور، مرجّحاً أن تبقى متوترة طالما استمر الرئيس رجب طيب أردوغان في الحكم.
وفي مقابلة مع وكالة «رياليست»، اعتبر بريسكين أن جوهر الأزمة لا يرتبط بظروف سياسية ظرفية، بل بطبيعة حكم أردوغان الطويل في أنقرة. وقال إن سنوات السلطة شبه المطلقة شوّهت رؤية الرئيس التركي للواقع، ودفعت به إلى ما وصفه بـ«أوهام إمبراطورية خطرة».
وأضاف: «مع مرور الوقت يبدأ بالتصديق بفكرة إحياء الإمبراطورية العثمانية وجمع ما يسمّى بالأراضي التركية. هذه التصورات لا علاقة لها بالمنطق السليم، والخطر الحقيقي أنه يبدو مقتنعاً بها فعلياً».
وعلى الصعيد الاقتصادي، أقرّ بريسكين بأن قدراً محدوداً من التبادل التجاري بين البلدين قد يستمر، لكنه شدد على أن مستوياته تراجعت بشكل حاد مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب في غزة. وأشار إلى أن الدعم السياسي العلني الذي تقدمه أنقرة لخصوم إسرائيل يجعل أي حديث عن تطبيع العلاقات «بلا معنى».
وأكد بريسكين أن موقف إسرائيل حاسم بشكل خاص فيما يتعلق بأي مشاركة محتملة للقوات التركية في ترتيبات مستقبلية بقطاع غزة. وقال: «هذا إنذار نهائي. تحت أي ظرف، إسرائيل غير مستعدة للسماح بوجود جندي تركي واحد في غزة».
كما لفت إلى أن النشاط العسكري والسياسي المتزايد لتركيا في سوريا يمثل عاملاً إضافياً لتأزيم العلاقات، معتبراً أنه يقوّض الاستقرار الإقليمي ويقلّص فرص التوصل إلى أي تفاهمات مستقبلية بين القدس وأنقرة.
وبحسب بريسكين، فإن الروابط الإنسانية والسياحية وقطاع النقل انهارت عملياً. فتركيا، التي كانت وجهة سياحية رئيسية للإسرائيليين، خرجت تقريباً من خريطة السياحة الإسرائيلية، مع تحوّل التدفقات نحو اليونان وقبرص وجورجيا. كما توقّف الإسرائيليون إلى حد كبير عن استخدام المطارات التركية وشركات الطيران التركية، ما أدى إلى تجميد شبه كامل للرحلات الجوية بين البلدين.
وأشار إلى أن تراجع السياحة وحركة العبور الإسرائيلية ألحق خسائر ملحوظة بالاقتصاد التركي، لكنه لم يغيّر موقف أنقرة السياسي. وفي المقابل، قال إن إسرائيل ستواصل تعميق تعاونها مع شركائها الإقليميين، ولا سيما اليونان وقبرص، بما في ذلك في المجالات العسكرية والجوية.
وختم بريسكين بالقول: «لا أرى سيناريو إيجابياً في الأفق. إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لحماية نفسها من أي استفزازات محتملة».






