واشنطن – (رياليست عربي): ساعات ويبدأ غزو روسيا لأوكرانيا.. الحرب يوم الثلاثاء.. بوتين يتخذ قرار الغزو.. المخابرات الأمريكية ترصد تدفق القوات الروسية على حدود أوكرانيا.. الخارجية الأمريكية تنصح رعاياها بمغادرة كييف.
آلة إعلامية أمريكية تحركت بشكل ملحوظ، دست السم في مداد الأقلام، صنعت الولايات المتحدة حرباً في الخيال الإفتراضي، جعلت من روسيا قاتل متهور وليست دولة تاريخية تمتلك مبانٍ أقدم تاريخاً من اكتشاف أمريكا، خلطة إعلام يحترف صناعتها ذئاب “وول ستريت جورنال ” وﺃﺳﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ في “واشنطن بوست” وشبكة الخيال الافتراضي “سي إن إن” وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية التي تجيد فن بث الرعب، ووقع في الفخ وسائل إعلام عربية تتعامل مع صحافة الغرب على أنها نصوص مقدسة لا يجوز معها الاجتهاد.
تقارير صحفية صيغت بعناية طبعت داخل غرف الاستخبارات، ومع فزع أوروبا التي باتت رهينة في يد البيت الأبيض، بعدما تمكنت الأخيرة من تفكيكها بطريقة “البازل”، التي بدأتها بالبريكست لفصل حليفها التقليدي بريطانيا، وترك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيره من دول القارة العجوز تشخص أبصارها تجاه الولايات المتحدة طلباً للعون العسكري.
واشنطن التي صنعت الحرب على صفحات الجرائد المطبوعة، وأطلقت دانات المدافع على المنصات الإلكترونية، اعتادت على خلق عدو وهمي تثير به ذعر ضحاياها لاصطياد ثرواتهم ودفعهم للدخول بيت الطاعة الأمريكي، ففي الشرق الأوسط جعلت من إيران شيطاناً للعرب، وفي أقصى شرق أسيا، حولت الصين لفزاعة، وكوريا الشمالية صوّرت زعيمها بالمتهور والمهدد لجارتها الجنوبية، ولم يتبقَّ لها سوى أوروبا والتي قررت جعل موسكو فزاعة جديدة لها.
وبدأت فعلياً في تطبيق سيناريو الحماية الأمريكية لأنظمة الغرب، مثلما فعلت مع أنظمة خليجية وآسيوية أقنعتها بضرورة الرضوخ لها خشية رفع الحماية عنها، واليوم دخلت العواصم الأوروبية الواحدة تلوَ الأخرى في هذه المعادلة بعدما جعلت من روسيا “عدو وهمي” للقارة الأوروبية يريد غزوها وقتل شعبها.
ويرى المراقبون للأزمة الأوكرانية التي ساهمت واشنطن في تأجيجها، وفي النهاية تركتها وحيدة مكتفية بإعلان إرسال بضعة آلاف من الجنود في تمثيل حربي لذر الرماد في العيون، وتعمدت توزيع قواتها المتواضعة على العواصم لفرض مشروع “مارشال عسكري” على دول القارة، متطابق نموذجها الاقتصادي الذي فرضته عليهم بعد الحرب العالمية الثانية، بهدف ضمان تواجد لقواتها بطريقة دائمة مثلما فعلت في العراق وباقي دول الشرق الأوسط، وحولتها من حضارات تاريخية إلى ثكنات عسكرية لقواتها تغير أنظمتها بين الفينة والأخرى، على الرحيل ورفع الغطاء، أو البقاء واستمرار الحماية.
خاص وكالة رياليست.