طوكيو – (رياليست عربي). تواجه الاقتصاد الياباني الهش صدمة جديدة بعد أن دعت الصين مواطنيها إلى تجنب السفر إلى اليابان، في خطوة تهدد أحد أبرز مصادر النمو: السياحة الوافدة.
التحذير جاء عقب تصريحات لرئيسة الوزراء سانايي تاكائيتشي قالت فيها إن أي محاولة صينية لضم تايوان بالقوة ستشكّل «وضعاً يهدد بقاء اليابان»، وقد يستدعي التدخل العسكري إلى جانب الولايات المتحدة. بكين ردت بغضب، مما رفع مستوى التوتر بين القوتين الآسيويتين.
السياح الصينيون… العمود الفقري للسياحة اليابانية
الصينيون القادمين من البرّ الرئيسي يشكلون 23% من إجمالي السياح هذا العام (5.7 مليون زائر)، وهم المجموعة الأكبر التي تعتمد عليها طوكيو لتعزيز إنفاق المستهلكين ودعم الاقتصاد.
خبراء الاقتصاد يحذّرون من أن أي تراجع — حتى لو كان جزئياً — ستكون له تكلفة ملموسة. ويقدّر تاكاهايدي كيوشي من معهد نومورا أن انخفاض الزيارات قد يخفض الناتج المحلي الياباني بنحو 1.79 تريليون ين خلال عام واحد، أي 0.29% من الناتج.
السيناريو يعيد للأذهان أزمة جزر سينكاكو/دياويو عام 2012–2013 عندما هبطت السياحة الصينية بنحو 8%. لكن المخاطر اليوم أكبر: فقد أصبحت السياحة أحد أهم روافع الاقتصاد، وأسهمت بـ 0.4 نقطة مئوية في نمو العام الماضي البالغ 0.1% فقط. مؤسسة «موديز أناليتيكس» تتوقع أن انخفاضاً بنسبة النصف في أعداد السياح الصينيين قد يخفض النمو بـ 0.2 نقطة مئوية.
التصعيد الدبلوماسي يتسارع
الأزمة تفجّرت بعد منشور لقنصل الصين في أوساكا شيوي جيان على منصة X، تضمن عبارات اعتبرتها طوكيو «تحريضية»، قبل أن يحذفه لاحقاً. اليابان استدعت السفير الصيني؛ وبكين ردّت بخطوة مماثلة وزادت من نشاطها البحري والجوي قرب جزر سينكاكو، ما دفع طوكيو لنشر مقاتلات.
الإعلام الصيني اتهم تاكائيتشي بـ«التدخل الفج»، بينما زادت حكومة بكين من نبرة التحذير. خبراء، بينهم المستثمر المخضرم ديفيد روش، قالوا إن بكين ترى تصريحات رئيسة الوزراء «تجاوزاً للخط الأحمر».
مخاوف من سيناريو مشابه لعقوبات الصين على كوريا الجنوبية
بعض المحللين يحذرون من أن تتحول الأزمة إلى «تجميد شامل» شبيه بما حدث في 2016 عندما عاقبت الصين كوريا الجنوبية بسبب نشر نظام THAAD، وشمل حينها حظر الرحلات الجماعية ومقاطعة اقتصادية واسعة.
أي ردّ مماثل اليوم قد يوجه ضربة قاسية للتعافي الياباني، خصوصاً وأن الاقتصاد انكمش 1.8% على أساس سنوي في الربع الثالث، بينما تواجه طوكيو أيضاً رسوماً أمريكية وضعفاً في الاستهلاك الداخلي.
ومع ارتفاع شعبية تاكائيتشي إلى 69%، لا تواجه الحكومة ضغوطاً داخلية للتراجع، ما يعني أن الأزمة قد تمتد لأشهر — في توقيت شديد الحساسية لاقتصاد اليابان.






