واشنطن – (رياليست عربي). قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، دعماً كاملاً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أن «لا علاقة له» بقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، وذلك خلال استقباله في البيت الأبيض في زيارة دولة رفيعة المستوى هي الأولى للأمير إلى واشنطن منذ الحادثة.
الزيارة تأتي بعد سنوات من التوتر، إذ خلصت الاستخبارات الأمريكية عام 2021 إلى أن ولي العهد هو من أمر بالعملية — وهو ما تنفيه الرياض بشكل قاطع. وعندما سأل صحفي من ABC ترامب أمام الأمير عن القضية، ردّ الرئيس بانزعاج واعتبر السؤال «محرجاً»، واصفاً خاشقجي بأنه «شخص شديد الجدل». وأضاف: «سواء أحببته أم لم تحبه، حدث ما حدث، لكنه (الأمير) لم يكن يعلم شيئاً عن الأمر… ولنترك الموضوع عند هذا الحد».
الأمير محمد بن سلمان، الذي وصل إلى واشنطن حاملاً خطة استثمارية بقيمة تريليون دولار، كرر أن مقتل خاشقجي كان «خطأً مؤلماً» ارتكبه عناصر «مارقون».
اتفاقيات كبرى تتجاوز ملف حقوق الإنسان
ورغم بقاء القضية معلّقة، دفع البيت الأبيض قدماً بثلاثة اتفاقات استراتيجية واسعة:
- اتفاق للتعاون في الطاقة النووية المدنية يرسّخ شراكة طويلة الأمد.
- صفقة دفاعية كبرى تشمل تسليم مقاتلات الشبح F-35 لاحقاً.
- التزام بتبادل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع ضمانات لحماية الأنظمة الحساسة.
الزيارة شهدت أيضاً عرضاً جوياً نادراً لمقاتلات F-35، وحفلاً رسمياً فاخراً استضافته السيدة الأولى ميلانيا ترامب، مع حضور متوقع لنجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو المحترف حالياً في السعودية.
داخل المكتب البيضاوي، وصف ترامب ولي العهد بأنه «صديق مقرّب»، مشيداً به كشخص «مذهل من حيث حقوق الإنسان وكل شيء آخر».
عائلة خاشقجي تندّد
زوجة خاشقجي، حنان العطار خاشقجي، استنكرت تصريحات الرئيس الأمريكي، مؤكدة أن «لا مبرر لقتل زوجي». ودعت ولي العهد إلى لقائها وتقديم اعتذار وتعويض مناسب.
سياسة… واستثمارات متشابكة
ترامب قال إنه شجع الأمير على التقدم نحو اتفاقات أبراهام، معتبراً أن اعتراف السعودية بإسرائيل قد يساعد في استقرار المنطقة في ظل الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس. وأكد ولي العهد أنه منفتح على الخطوة «إذا توفّر مسار واضح نحو دولة فلسطينية».
الزيارة أعادت إلى الواجهة أيضاً الروابط التجارية بين عائلة ترامب ومستثمرين سعوديين. وعند سؤاله عن تضارب المصالح بعد إعلان مشروع فندق جديد يحمل علامة ترامب في جزر المالديف بتمويل سعودي، رد الرئيس قائلاً: «لا علاقة لي بالإدارة… تركت كل ذلك».
ومع توسع التعاون العسكري والطاقوي والتكنولوجي بين واشنطن والرياض، تعكس تصريحات ترامب ودفاعه الواضح عن ولي العهد ملامح إعادة تموضع استراتيجية تتجاوز واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال العقد الماضي لصالح شراكة سياسية واقتصادية أعمق.






