بغداد – (رياليست عربي). تصدّر التحالف السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني الانتخابات البرلمانية في العراق، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات يوم الاثنين، في خطوة تفتح الباب أمام مفاوضات معقدة وطويلة لتشكيل الحكومة الجديدة داخل مشهد سياسي منقسم بين قوى شيعية متنافسة وكتل سنية وكردية بارزة.
وبحسب المفوضية، حصل تحالف السوداني على 46 مقعداً من أصل 329 في البرلمان، فيما نال ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي 29 مقعداً. وحصد حزب «تقدّم» المدعوم بقوة في المحافظات السنية 27 مقعداً، وجاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في المرتبة التالية بـ 26 مقعداً. وبلغت نسبة المشاركة العامة 56.11%.
سباق مع الوقت لتشكيل ائتلاف حاكم
رغم فوز السوداني بالمركز الأول، فإن أي حكومة جديدة ستتطلب بناء تحالف واسع قد يستغرق أشهراً. وأعلنت قوى الإطار التنسيقي الشيعي — بما فيها فصائل مقربة من إيران — نفسها «الكتلة الأكبر» بعد اجتماع ضم السوداني، مؤكدة عزمها المضي في تسمية مرشح لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة.
توازن معقد بين واشنطن وطهران
الحكومة المقبلة سترث إحدى أعقد الملفات الاستراتيجية: إدارة النفوذ المتشابك للولايات المتحدة وإيران، والتعامل مع عشرات الجماعات المسلحة المرتبطة بطهران والتي تعمل أحياناً خارج سيطرة الدولة. واشنطن كثّفت ضغوطها على بغداد لتقييد هذه الفصائل، فيما ترفض الأخيرة أي دور أمريكي وتحافظ على نفوذ سياسي مؤثر.
شارع محبط… وسوداني يسعى لولاية ثانية
يسعى السوداني إلى ولاية جديدة، لكنه يواجه تشكيكاً واسعاً بين الشباب العراقيين الذين يرون الانتخابات فرصة جديدة للنخب التقليدية لإعادة تقاسم النفوذ والثروة النفطية. ويحاول رئيس الوزراء تقديم نفسه كقائد قادر على تثبيت الاستقرار وإطلاق إصلاحات، مؤكداً في خطابه السياسي أنه «تحدى القوى نفسها التي أوصلته إلى السلطة».
مفاوضات حاسمة
وبغياب أي كتلة قريبة من تحقيق الأغلبية، يدخل العراق الآن مرحلة مألوفة من المساومات والتحالفات التي ستحدد شكل الحكومة المقبلة أكثر مما حددته صناديق الاقتراع نفسها — مرحلة يتوقع المراقبون أن تكون شديدة التعقيد في بلد يتقاطع فيه النفوذ الإقليمي مع الانقسامات الداخلية.






