ياوندي – (رياليست عربي). أدى رئيس الكاميرون بول بيا، البالغ من العمر 91 عامًا وأقدم رئيس دولة في العالم، اليمين الدستورية لولاية جديدة مدتها سبع سنوات، ما يمدد فترة حكمه التي تجاوزت أربعة عقود، وذلك عقب انتخابات شابتها أعمال عنف واتهامات بالتزوير.
وخلال مراسم أداء اليمين أمام البرلمان يوم الخميس، تعهد بيا بـ«الوفاء للشعب الكاميروني والعمل من أجل دولة موحدة ومستقرة ومزدهرة». وشهدت العاصمة ياوندي انتشارًا عسكريًا كثيفًا، فيما بدت الشوارع شبه خالية بعد اضطرابات الأيام الماضية.
احتجاجات ونتائج متنازع عليها
اندلعت مظاهرات دامية في عدة مدن عقب انتخابات 19 أكتوبر، بعدما أعلن الوزير السابق عيسى تشيروما بكاري فوزه واتهم الحكومة بالتلاعب الواسع بنتائج التصويت. وأقرت السلطات بمقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينما تحدثت منظمات مدنية عن أعداد أكبر بكثير.
وفي 27 أكتوبر، أعلنت المحكمة الدستورية فوز بيا بنسبة 53.66% من الأصوات مقابل 35.19% لتشيروما، فيما رفضت المعارضة النتائج ووصفتها بأنها «مزيفة».
وقال تشيروما في بيان: «لقد دُست إرادة الشعب الكاميروني وسُرقت سيادته في وضح النهار. ما حدث ليس ديمقراطية، بل انقلاب دستوري صريح ومخزٍ».
بلد منقسم وقيادة عجوز
يرى المراقبون أن البلاد تعيش استقطابًا سياسيًا حادًا. وصرّح الباحث السياسي مونجاه فيتاليس فاغا من جامعة بويه لوكالة أسوشيتد برس بأن المراسم جرت في “جو متوتر لكنه مضبوط”، يعكس الفجوة بين النخبة الحاكمة وشعب محبط”.
تأتي ولاية بيا الجديدة بينما تواجه الكاميرون تمردات مسلحة في المناطق الناطقة بالإنجليزية وتباطؤًا اقتصاديًا واحتقانًا شعبيًا متزايدًا. ويشكل الشباب دون 35 عامًا أكثر من 70% من السكان، أي أن معظمهم لم يعرفوا زعيمًا آخر غير بيا.
نصف قرن في السلطة
تولى بيا الحكم عام 1982 بعد استقالة أول رئيس للبلاد، وعدّل الدستور عام 2008 لإلغاء القيود على عدد الولايات، ما أتاح له الترشح إلى ما لا نهاية. وغالبًا ما تثار تساؤلات حول صحته، إذ يقضي فترات طويلة في أوروبا بينما يدير المقربون منه شؤون الدولة اليومية.
وتعكس ولايته الجديدة استمرار النظام أكثر من أي تغيير حقيقي. وقالت بريسيلا أييمبوه، وهي خياطة تبلغ 40 عامًا في ياوندي:
«لقد سئمت من حكم بيا، لا طرق، لا ماء، لا وظائف. لا أعرف ما الذي ينتظر الكاميرون في السنوات السبع القادمة».
وإذا أكمل بيا ولايته الحالية، فسيبلغ قرابة المئة عام عند انتهائها — في مشهد يراه المنتقدون رمزًا لطول عمره السياسي وجمود الحياة العامة في الكاميرون.






