دمشق – (رياليست عربي): يحمل شهر فبراير/ شباط القادم العديد من التطورات السياسية الإقليمية المهمة، من بينها ما هو متعلق بالملف السوري، وسط توقعات بزيادة منسوب التعقيد لهذا الملف، وعودته إلى نقطة الصفر، بعد تطورات أوحت بأن الحل بات قريباً.
في هذا السياق تتناقل ما تُسمى بالمعارضة تحليلات عن القمة المنتظرة التي ستجمع كلاً من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ونظيره التركي رجب أردوغان في شهر فبراير/ شباط القادم 2022.
أوساط المعارضة تنتظر ذلك اللقاء بفارغ الصبر، وترى في فبراير/ شباط موعداً لإعلان الجانبين التركي والسعودي موقفاً موحداً حيال الملف السوري، وتحديداً أكثر ضد دمشق وحلفائها، بل يصف بعض هؤلاء أن التشبيك الجيو – سياسي بين السعودية وتركيا سيثمر في صالح المعارضة، خصوصاً وأن الرياض التي كانت لا تمانع تقارباً مع دمشق عبر الإمارات، قد غسلت يديها من موافقة دمشق فك ارتباطها بحليفتها طهران.
قد يؤثر التقارب التركي – السعودي في الملف السوري في حال حصل فعلاً، إلى توتر العلاقات بين أنقرة وطهران، ويعزز من موقع أنقرة كأحد الضامنين الثلاثة إلى جانب كل من موسكو وطهران.
وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإن عجلة الحل ستعود إلى الوراء ولن تتوقف فقط، في حين تصدر توقعات من بعض المفرطين في التفاؤل بين المعارضين، من أن تعود الرياض إلى دعم الجماعات المسلحة، خصوصاً في ريف حلب أي ما يُسمى بالجيش الوطني المدعوم من أنقرة، وهذا قدر يؤدي إلى زيادة التوتر مع دمشق وحلفائها.
وبطبيعة الحال سينعكس ذلك أيضاً على مفاوضات أستانا، ومفاوضات اللجنة الدستورية، بحيث ستقوم المعارضة برفع سقف مطالبها وستتشدد أكثر من ذي قبل.
كما أن المواقف الأمريكية الأخيرة ومعها الفرنسية عادت لتنشط بقوة ضد دمشق وموسكو، لا سيما بعد التطورات الميدانية الأخيرة في إدلب، ما قد يكون مؤشراً لمباركة أمريكية من أجل تقارب سعودي – تركي في وجه محور دمشق.
خاص وكالة رياليست.