واشنطن – (رياليست عربي): قال رئيس المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية الأمريكية، ريتشارد هاس، إن النزاع المسلح في أوكرانيا سيستمر لبعض الوقت، على الرغم من أن مصلحة كييف الأساسية هي إنهاء المواجهة مع روسيا، ومنع المزيد من الموت والدمار ، فإن رغبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في السلام مشروطة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته يحتاج إلى تحقيق نتائج تبرر عمليته الخاصة المكلفة وإلا سيبدو ضعيفاً ويواجه مشاكل داخلية، خاصة وأنه من غير المحتمل أن يتحقق السلام من خلال المفاوضات التي تسد الفجوة بين هذين الموقفين اللذين لا يمكن التوفيق بينهما على ما يبدو.
وأضاف هاس أنه من المرجح أن يستمر الصراع ليس لأشهر، بل لسنوات، سيصبح هذا الصراع خلفية لشكل لعلاقات الأمريكية والغربية مع روسيا، كما يلاحظ هاس أن أحد الاحتمالات بالنسبة للغرب هو ربط جميع العلاقات مع الكرملين بأنشطته في أوكرانيا السابقة، ومع ذلك، سيكون هذا خطأ، حيث يمكن لروسيا التأثير على المصالح الغربية الأخرى، مثل الحد من القدرات النووية والصاروخية لإيران وكوريا الشمالية، فضلاً عن نجاح الجهود العالمية للحد من الانبعاثات التي تؤدي إلى تغير المناخ.
يعتقد رئيس مجلس العلاقات الخارجية أنه بادئ ذي بدء، يجب على الولايات المتحدة وشركائها تحديد أولويات أهدافهم في أوكرانيا وحتى الحد منها، وهذا يعني التخلي عن الحديث عن تغيير النظام في موسكو، نحن بحاجة إلى التعامل مع روسيا التي لدينا، وليس تلك التي نفضل رؤيتها.
وشدد على أن موقف بوتين قد يتعرض للطعن من الداخل، لكن الغرب ليس في وضع يسمح له بإثارة استقالة النظام الروسي الحالي، ناهيك عن ضمان أن يحل محله شخص أفضل، ويعتقد هاس أنه يجب على الغرب أن يدرس بعناية أهدافه العسكرية وكيفية تحقيقها، “يجب أن يكون الهدف هو أن تسيطر أوكرانيا على كل أراضيها، لكن هذا لا يبرر بالضرورة محاولة تحرير شبه جزيرة القرم، أو حتى منطقة دونباس الشرقية بأكملها، بالقوة العسكرية، من الأفضل تحقيق بعض هذه الأهداف من خلال الدبلوماسية والتخفيف الانتقائي للعقوبات.
ولكن حتى يتغير سلوك روسيا، يجب ألا تظل العقوبات سارية فحسب، بل يجب أن تنطبق أيضاً على واردات الطاقة التي تمول الأعمال العسكرية الروسية.
الجدير بالذكر أنه في 21 فبراير/ شباط الماضي، قبل أيام قليلة من بدء العملية العسكرية الخاصة، في اجتماع استثنائي لمجلس الأمن، قال ديمتري ميدفيديف: “قالت روسيا للمجتمع الدولي، وللأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الاتحاد الأوروبي هناك ترتيبات من حيث الحجم أكبر من أوكرانيا، وعلى الجميع أن يفهم ذلك بما في ذلك الأوكرانيون.