نيويورك – (رياليست عربي). أنهت الأمم المتحدة مراجعتها الجديدة لميزانية عام 2026، مقترحةً خفضاً في الإنفاق يتجاوز 500 مليون دولار في إطار مبادرة الأمين العام أنطونيو غوتيريش المسماة «UN80»، التي أطلقت بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة.
وبحسب التقديرات المقدمة الاثنين إلى اللجنة الاستشارية المعنية بالمسائل الإدارية والميزانية، فإن التقليصات تمثل انخفاضاً نسبته 15.1% في النفقات و18.8% في عدد الوظائف مقارنة بميزانية 2025. كما شملت التخفيضات مخصصات دعم عمليات حفظ السلام التي تموّل الموظفين والخدمات في البعثات الأممية حول العالم.
وفي رسالة إلى الدول الأعضاء، شدد غوتيريش على أن هذه التعديلات جاءت بعد مراجعة شاملة لطرق توزيع الموارد، مؤكداً أن الخفض «مدروس ومحدد بدلاً من أن يكون عشوائياً»، مع السعي للحفاظ على التوازن بين ركائز المنظمة الثلاث: السلم والأمن، حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
البرامج الأساسية للدعم المباشر للدول الأعضاء، خصوصاً الأقل نمواً والدول الجزرية والصغيرة غير الساحلية، ستبقى محمية من الخفض، وكذلك مبادرات التنمية في أفريقيا. أما صندوق بناء السلام ونظام المنسقين المقيمين فلن يتأثرا، بينما ستواصل برامج التعاون التقني توسعها.
وتتضمن الخطة خطوات أولية لإصلاح الأمانة العامة، من بينها إنشاء مراكز إدارية جديدة في نيويورك وبانكوك، وتوحيد خدمات الرواتب ضمن فريق عالمي مقره نيويورك وإنتيبي ونيروبي، إلى جانب نقل بعض المهام من مراكز مرتفعة التكلفة مثل نيويورك وجنيف إلى مواقع أقل كلفة. وبحلول 2027، تخطط الأمم المتحدة للتخلي عن مبنيين مستأجرين في نيويورك لتقليص نفقات العقارات.
اللجنة الاستشارية ستراجع التوصيات هذا الأسبوع قبل إحالتها إلى اللجنة الخامسة للجمعية العامة، حيث ستصوت عليها الدول الـ193 الأعضاء بحلول ديسمبر المقبل. وسيبدأ تنفيذ الخطة بشكل تدريجي اعتباراً من 2026.
وفي رسالة داخلية للموظفين، أقر غوتيريش بأن الإصلاحات ستؤثر على طبيعة العمل اليومي، لكنه أكد أنهم «لن يُتركوا من دون دعم»، متحملاً المسؤولية الشخصية عن هذه القرارات وداعياً إلى تطبيقها بروح من العدالة والتعاطف والمهنية.






