أنقرة – (رياليست عربي): يتخوف سوريون يعيشون أوضاع متردية ومتعبة في شمال البلاد، من جوع قد يأتي بهلاكهم ونهاية أطفالهم وعائلاتهم، في وقت أصبح وصول المساعدات من غذاء وطعام وأدوية ومستلزمات أطفال، مع حلول الصيف الذي كثيرا ما يحمل الأمراض والأوبئة بشكل عام.
التهديد بهذا الحال، يحوم بالمعبر القادم من الطريق الذي يربط محافظة هاتاي التركية بشمال غرب سوريا وتمر عبره 800 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة كل شهر، وهذا المعبر، يُعد الأخير الذي يسمح لوكالات الأمم المتحدة وشركائها بالوصول إلى محافظة إدلب، آخر معقل للتنظيمات المتطرفة والفصائل المقاتلة في سوريا، قد يغلق في 10 يوليو القادم، الأمر الذي قد يفاقم معاناة حوالي 3 ملايين شخص يعيشون فيها.
ويجد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورقة “قمار” في إغلاق المعبر الواصل بالمساعدات الإنسانية في شمال سوريا على حساب الأطفال الذين يعيشون في تلك البقعة، وذلك في محاولة من “أنقرة” لاستغلال الأزمة الروسية الأوكرانية، وتحقيق المكاسب في وقت كانت تركيا على الهامش طوال الأشهر الماضية، ليكون ملايين السوريين الذين يعيشون على المساعدات القادمة إليهم، ورقة لعب ومساومات دولية من جانب “أنقرة” في وقت أعلن فيه الاستعداد لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم من بين أكثر من 3.7 ملايين على أراضيها.
وأعلن الرئيس التركي الأسبوع الفائت التحضير لهجوم جديد في شمال سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، حيث تتهم أنقرة المقاتلين الأكراد بأنهم فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يتم تصنيفه تنظيما إرهابيا.
وبحسب تقارير ورصد ميداني، تمتلئ المقطورات بحفاضات الأطفال والبطانيات والمراتب، ولكن والأهم بأكياس زنتها 15 كيلوجراما من الدقيق والبرغل والسكر والحمص والمكرونة البنية المصنوعة من الفول السوداني للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
في شمال غرب سوريا، يعتمد أكثر من 4.1 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية، مقابل 3.4 ملايين العام الماضي، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية، وهذا يجعل إيصالها أكثر إلحاحاَ من أي وقت مضى.
وكانت قد اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، الأسبوع الماضي، أن بلادها تأمل أن تحجم تركيا عن شن هجوم في شمال سوريا، في إشارة الى التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المقاتلين الأكراد.
وكتبت ماريا زاخاروفا في بيان “نأمل أن تحجم أنقرة عن اتخاذ خطوات يمكن أن تؤدي الى تدهور خطير للوضع الصعب أصلا في سوريا”.
وأضافت أن إجراءً مماثلاً، مع عدم موافقة الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية، سيشكل انتهاكا مباشرا لسيادة ووحدة أراضي” سوريا “وسيؤدي الى تصعيد جديد للتوتر في هذا البلد.