موسكو – ( رياليست عربي): مع استمرار المعارك في أوكرانيا بين القوات الروسية من جهة والأوكرانية المدعومة من الغرب من جهة ثانية، تطرأ تطورات ميدانية كبيرة لها أبعاد اقتصادية عالمية في الفترة القادمة، تتمثل بسيطرة موسكو على المنطقة الصناعية في أوكرانيا، والتي تمد العالم بأسره بالأسمدة الآزوتية اللازمة للزراعة.
في هذا السياق أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الوضع على الجبهة الشرقية صعب، حيث تحاول القوات الأوكرانية الحفاظ على مواقعها في مدينة سيفيرودونتسك، رغم أن الروس أكثر عدداً وقوة وفق تعبيره.
بدوره قال حاكم لوغانسك سيرهي هايداي، إن المدينة باتت مقسمة إلى نصفين بين القوات الأوكرانية والروسية، كما أن أجزاء من مصنع آزوت للكيماويات الذي يمد العالم بالسماد تضررت في الهجمات؛ وفي المعلومات فقد باتت روسيا تسيطر الآن على نحو 125 ألف كيلومتر مربع من أوكرانيا، وهو ما يمثل 20 بالمائة من مساحة البلاد.
نقطة تحول
ولأهميتها الاستراتيجية لروسيا وأوكرانيا، أصبحت مدينة سيفيرودونتسك الشرقية نقطة تحول في الحرب، إذ تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين للسيطرة على المدينة الاقتصادية، التي تعد أساسية لاستكمال السيطرة على إقليم دونباس الصناعية.
ويرى مراقبون أن سيطرة روسيا على المدينة ستؤدي إلى تسليم منطقة لوغانسك للقوات الروسية وحلفائها المحليين، الذين يسيطرون على جزء كبير من منطقة دونيتسك المجاورة.
وتعرف منطقة دونباس بأنها المركز الصناعي لأوكرانيا، وفي سيفيرودونتسك العديد من المصانع بالإضافة إلى مصنع آزوت للكيماويات، وهو أحد أكبر مصانع الأسمدة النيتروجينية في أوكرانيا، بل والعالم.
من جهتهم قال مراقبون في العاصمة الروسية موسكو بأن السيطرة على المنطقة الصناعية في أوكرانيا، لا سيما حيث يوجد أكبر مصنع للأسمدة هناك، سيؤدي إلى مكسب استراتيجي كبير لروسيا في حربها ضد الغرب بأسره، حيث أن الأخير لا يوفر فرصةً لمحاصرة البلاد خصوصاً من الناحية الاقتصادية، بالتالي فإن أسعار الأسمدة في العالم سيرتفع بشكل جنوني، وهذا ما سيؤثر بطبيعة الحالة على القطاع الزراعي للدول التي تعتمد على كييف في استيراد الأسمدة، أي أن موسكو تقترب من إمساك ورقة ضغط في غاية الأهمية ضد واشنطن ومن معها وفق رأيهم.