موسكو – (رياليست عربي): كثيرة هي الملفات المرشحة للاشتعال في العالم، بؤر التوتر قد لا تبصر نور الح ، هو سيناريو ليس تشاؤمي بقدر ما هو منطقي مُستقى من التصريحات والمواقف الصادرة عن القوى الكبرى عالمياً ضد بعضها البعض.
لقد شكلت مباحثات الأمن بين روسيا والناتو، محور هذه القناعة، وقد عززتها التصريحات الصادرة بعد تلك المفاوضات، حيث أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو في بروكسل وأمام قادة الحلف أن روسيا ستنتقل إلى سياسات الردع المضاد تجاه حلف الناتو في حال اتباع الحلف سياسة ردع روسيا، محذراً من أن التدهور اللاحق للأوضاع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة غير قابلة للتنبؤ” بالنسبة للأمن الأوروبي، فيما اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن العلاقات بين روسيا والناتو هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة، متهمة الحلف بتجاهل مبادراتها لتخفيف التوتر ما يثير بوادر لنشوب نزاعات.
فما هي تأثيرات فشل المفاوضات بين روسيا والناتو على مستوى العالم؟ وأين يمكن أن تشتعل تلك النزاعات التي تحدثت عنها وزارة الدفاع الروسية؟
قد تكون بلدان أوروبا الشرقية ساحةً مرشحة للاشتعال بين موسكو وعواصم الناتو، بدءاً من فتيل التوتر المتمثل بأوكرانيا، مروراً بمشكلة جزيرة القرم وإعادة افتعال التوتر فيها، وقد تكون بلدان أخرى مثل صربيا والجبل الأسود ساحات محتملة لثورات ملونة يغذيها الغرب.
إن تصاعد التصريحات بين موسكو والناتو فيما يخص أوروبا الشرقية، يعيد للأذهان أيام الحرب الباردة، وللعلم فإن أوروبا ليست مقسمة بحدود جغرافية لتكون شرقية وغربية، بل التقسيم بسبب اتباع قسم من الأوروبيين للكنيسة الكاثوليكية والبروتستانية الغربية، وقسم للكنيسة المشرقية الأرثوذكسية، بل إن الدول الأوروبية الغربية التي كانت خارج الاتحاد السوفيتي وتنتشر فيها الشيوعية كانت تُصنف على أنها من دول أوروبا الشرقية ما يعزز فكرة الصدامية الفكرية والجيو – سياسية بين روسيا والغرب.
ومن آثار أي تصعيد محتمل بين الروس والغرب، من شأنه أن يظهر على الاقتصاد، إذ لا يمكن فصل أي توتر سياسي وعسكري على نطاق واسع جغرافياً بين عدة قوى دون أن تكون له مفاعيل سيئة على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وعلى اقتصاد تلك الدول بل والدول المحيطة بها أيضاً، مما يجعل شكل أحجار الدومينو أكثر توصيف ينطبق على ما قد يتم مستقبلاً، فالآثار السلبية الاقتصادية ستنتشر كالعدوى بين الدول.
خاص وكالة رياليست.