دمشق – (رياليست عربي): لا يمكن تصنيف الخبر الذي تحدث عن توقيع سوريا والصين، مذكرة تفاهم في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الواحد والعشرين، ضمن الأخبار العادية التي تمر مرور الكرام.
فالمشروع الذي تتبناه الصين منذ سنوات لن يكتمل قبل عقود من الآن، لكنه يركز على تطوير وإعادة إعمار البنى التحتية للدول المنضوية فيه، وبطبيعة الحال فإن دخول سوريا ضمنه سيعني مشاريع إعادة إعمار ضخمة تخص البنى التحتية من أنفاق وسكك حديدية وموانئ جديدة.
بكين كانت قد قالت بأنه سيتم التركيز في الدول التي تنضم للمشروع على البنية التحتية والتّعليم ومواد البناء، والسكك الحديديّة والطرق السريعة، والسيارات والعقارات، وشبكة الطاقة والحديد والصلب، وهذه قطاعات حيوية ومهمة جداً في خطة إعادة الإعمار على الأرض السورية، فضلاً عن زيادة تدفق البضائع الصينية، إضافةً لتحول سوريا إلى طريق تمر به تلك البضائع إلى الدول المجاورة ، ما يعني فرصاً كبيرةً للتنمية والواردات.
كما أنه لا يمكن إخفاء الجانب السياسي من انضمام سوريا للمشروع الاستراتيجي العالمي، إذ أن واشنطن تسعى لتقويض التمدد الصيني اقتصادياً، إذ ترى بأن الاقتصاد هو سلاح الصين للتمدد السياسي دولياً.
كما أن ظروف سوريا والنتائج المدمرة التي أفرزتها الحرب في كل القطاعات، دفعت إلى ضرورة الانضمام في هكذا مشروع ، لكن الغريب فيه هو عدم وجود أية موانئ خليجية يمر بها طريق الحرير القديم، باستثناء قناة السويس، أما كموانئ على المياه الدافئة فهناك طرطوس واللاذقية المرشحتين لإقامة موانئ تجارية فيهما، لكن عدم وجود موانئ خليجية أو عربية سيعني أنه ستكون هناك تحالفات متضاربة عالمياً بين العرب وأمريكا الذين لم ينضموا للمشروع وبين هؤلاء العرب المنضوين مع الصين في طريق الحرير القديم، ما يعني أن صدامات كثيرة ستشهدها الساحة الدولية بسببه، فبكين ماضية فيه بقوة في الوقت الذي تحاول واشنطن ردعاه رافعةً راية أخطار الصين الاقتصادية والأمنية.
خاص وكالة رياليست.