أنقرة – (رياليست عربي): أكد وزير الخارجية التركي، حكان فيدان، أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الخلافات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن الحلول الدبلوماسية هي الأفضل لضمان الاستقرار الإقليمي.
وأشار فيدان إلى أن المواجهات العسكرية أو العقوبات الاقتصادية لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوتر في المنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى التحلي بالحكمة والعودة إلى طاولة المفاوضات. كما أكد أن أنقرة مستعدة لعب دور الوسيط إذا لزم الأمر، انطلاقاً من علاقاتها الجيدة مع طهران والغرب على حد سواء.
تداعيات البرنامج النووي الإيراني على المنطقة
يثير البرنامج النووي الإيراني مخاوف دولية، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى تقدم طهران في تخصيب اليورانيوم بنسب عالية. وتخشى دول عربية وإسرائيل من أن يؤدي البرنامج إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مما يهدد الأمن الإقليمي.
من جهتها، تحاول الولايات المتحدة والدول الأوروبية إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. إلا أن المفاوضات تواجه عقبات بسبب الخلافات حول ضمانات أمنية ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
موقف تركيا ودورها الإقليمي
تسعى تركيا، كقوة إقليمية فاعلة، إلى تحقيق توازن دبلوماسي في تعاملها مع الملف النووي الإيراني. فمن ناحية، تحافظ أنقرة على علاقات اقتصادية وتجارية مع طهران، ومن ناحية أخرى، تحاول عدم الاصطدام مع المصالح الغربية.
ويأتي تصريح فيدان في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التهديدات العسكرية، حيث أعلنت إسرائيل أكثر من مرة أنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. كما أن التصعيد الأخير بين طهران وإسرائيل، بما في ذلك الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، يزيد من تعقيد المشهد.
خيارات المستقبل
في ظل تعثر المفاوضات، تبقى الأسئلة مطروحة حول ما إذا كانت الدبلوماسية ستنجح في احتواء الأزمة، أو أن المنطقة ستشهد تصعيداً أكبر، وتؤكد تركيا أن الحوار هو الطريق الأمثل، لكن مع استمرار الشكوك حول النوايا الإيرانية، قد تظل الخيارات العسكرية على الطاولة بالنسبة لبعض الأطراف.
ومع تزايد الحديث عن البرنامج النووي الإيراني، تبرز أهمية إيجاد حلول دبلوماسية مستدامة، لأن أي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى عواقب كارثية على الشرق الأوسط والعالم.