موسكو – (رياليست عربي): كما كان متوقعاً، نجحت روسيا بتفادي تطور التصعيد الكبير حول أوكرانيا، والذي كاد يتطور لحرب عالمية ثالثة، من خلال سحب جانب من قواتها على الحدود الأوكرانية، في خطوة قال مراقبون إن الهدف منها سحب الذريعة من الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن انسحاب جزء من قواتها المنتشرة بالقرب من الحدود الروسية – الاوكرانية، إلى ثكناتها العسكرية بعد انتهاء عمليات المناورات العسكرية التي تواجدت القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا لأجلها.
وتزامن الإعلان الروسي مع زيارة يقوم بها المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى روسيا قادماً من أوكرانيا، ما دفع مراقبون للربط بين انسحاب القوات الروسية والزيارة الألمانية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع شولتس، إن برلين أحد شركاء موسكو الرئيسيين، وأضاف: “سنخصص جزءاً كبيراً من الوقت لمناقشة الوضع في أوروبا، من حيث الأمن، والوضع المتعلق أيضاً بالأحداث حول أوكرانيا”.
وكان السفير الأوكراني لدى بريطانيا قد تحدث أمس عن إمكانية تخلي بلاده، عن عضوية حلف شمال الأطلسي – الناتو، بهدف تخفيف التوترات وتجنيب البلاد خطر الحرب والمعارك، قبل أن يسحب تصريحه.
وبعد يوم واحد من التصريح تم سحب القوات الروسية، التي شكلت أساساً المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة واستخدمتها ذريعة للتصعيد الكبير ضد روسيا، وأتبعتها بعدة خطوات تصعيدية أخرى من بينها سحب الدبلوماسيين الأميركيين من كييف ومطالبة الرعايا الأميركان بالانسحاب فوراً من الأراضي الأوكرانية.
ويعتقد مراقبون أن ألمانيا ومن قبلها فرنسا تعملان على تخفيف حدة التوتر، خصوصاً أنهما يناهضان السياسة الأميركية التصعيدية ضد روسيا، المراقبون ذاتهم لم يستبعدوا وجود صفقة جرت من تحت الطاولة تضمن لموسكو عدم السماح لأوكرانيا بعضوية الناتو مقابل سحب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا.
ورغم أن سحب القوات الروسية قد قلل كثيراً من التصعيد، إلا أن التوتر مايزال قائما وربما لن ينتهي قبل أن توافق الولايات المتحدة على مجمل الضمانات الأمنية الروسية.